×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

ويقولُ الآخَرُ مِنهم ([1]): لقدْ خُضتُ البَحْرَ الخِضَمَّ، وتركتُ أهلَ الإسلامِ وعُلومَهُم، وخُضتُ فِي الَّذِي نَهوْنِي عنه، والآنَ إِن لَم يَتدارَكْنِي رَبِّي بِرَحمةٍ مِنه فالوَيلُ لِفُلانٍ، وها أنا ذا أَموتُ عَلَى عقيدَةِ أُمِّي. ا هـ

****

 هذا الكلامُ لأبِي المَعالِي الجُويْنِي، وهو مِن أَئِمَّتِهِم وأقطابِهم، يقولُ: ذهبتُ معَ عُلماءِ الكلامِ«وتركتُ أهْلَ الإسلامِ وعُلُومَهُم»؛ لأنَّهُ ذهبَ معَ عُلَماءِ المنطقِ والفلاسفةِ، وضَيَّعَ عُمرَهُ فِي عِلْمِ الجَدلِ، ولم يَتفَقَّهْ فِي الكتابِ والسُّنَّةِ، مع أنَّ السَّلَف نَهوْا عَن عِلْمِ الكلامِ وعِلمِ الجَدلِ، وقالُوا: إنَّهُ لا يُؤدِّي إِلَى نتيجةٍ، وإِنَّما يُؤدِّي إِلَى حَيْرَةٍ واضطرابٍ؟ هذا قالَهُ الجوينيُّ عندَ الموتِ، وهذا رُجوعٌ منهُ، وإقرارٌ مِنه بخطأ هذه الطُّرقِ.


الشرح

([1])هو إمام الحرمين أبو المعالي الجويني، عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله، النيسابوري، الفقيه الشافعي المتكلم، أحد الأشاعرة ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة، وتوفِي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. انظر ترجمته في: « البداية والنهاية » (12/ 128)، « وسير أعلام النبلاء » (18/ 471).و« العبر » (3/ 293). و« طبقات الشافعية الكبرى » (5/ 165).