ويقولُ الآخَرُ
مِنهم ([1]): لقدْ
خُضتُ البَحْرَ الخِضَمَّ، وتركتُ أهلَ الإسلامِ وعُلومَهُم، وخُضتُ فِي الَّذِي
نَهوْنِي عنه، والآنَ إِن لَم يَتدارَكْنِي رَبِّي بِرَحمةٍ مِنه فالوَيلُ
لِفُلانٍ، وها أنا ذا أَموتُ عَلَى عقيدَةِ أُمِّي. ا هـ
****
هذا الكلامُ لأبِي المَعالِي الجُويْنِي، وهو مِن أَئِمَّتِهِم وأقطابِهم، يقولُ: ذهبتُ معَ عُلماءِ الكلامِ«وتركتُ أهْلَ الإسلامِ وعُلُومَهُم»؛ لأنَّهُ ذهبَ معَ عُلَماءِ المنطقِ والفلاسفةِ، وضَيَّعَ عُمرَهُ فِي عِلْمِ الجَدلِ، ولم يَتفَقَّهْ فِي الكتابِ والسُّنَّةِ، مع أنَّ السَّلَف نَهوْا عَن عِلْمِ الكلامِ وعِلمِ الجَدلِ، وقالُوا: إنَّهُ لا يُؤدِّي إِلَى نتيجةٍ، وإِنَّما يُؤدِّي إِلَى حَيْرَةٍ واضطرابٍ؟ هذا قالَهُ الجوينيُّ عندَ الموتِ، وهذا رُجوعٌ منهُ، وإقرارٌ مِنه بخطأ هذه الطُّرقِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد