وهو يدعوا إلى اللهِ وإلى
سَبِيلِه بأنَّه على بَصيرَةٍ، وقد أخْبَرَ أنَّه أكمَلَ له ولأمَّتِه دِينَهم
وأتَمَّ عليهم نِعْمَتَه.
****
والرَّسولُ صلى الله عليه وسلم يدعو إلى اللهِ وإلى دِينِه على بصيرةٍ
لأنَّ الداعيَةَ يُشترَطُ فيه أنْ يكونَ عالِمًا بما يدعو إليه.
أنزَلَ اللهُ على هذا الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وهو واقِفٌ بعَرَفةَ ([1]) في حَجَّةِ الوَداعِ:﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3]. فَاللهُ جل وعلا شَهِدَ لهذا الدِّينَ أنَّه كاملٌ، وأنَّه ما تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بَعدَ ما أكْمَلَ اللهُ به الدِّينَ، فالَّذي يأتي بإضافاتٍ، ويُلْصِقُها بالدِّينِ، ويُحَسِّنُها للنَّاسِ مَعناهُ أنَّه اتَّهمَ هذا الدِّينَ بأنَّه غيرُ كاملٍ، وأنَّه يُريدُ أنْ يُضيفَ إليه أشياءَ ليسَتْ في الكِتابِ والسُّنَّةِ، وهذا تَكْذيبٌ للهِ عز وجل في قَوْلِه:﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ﴾ فمَا لم يكنْ في حياةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم دِينًا فليسَ هو بعدَ مَوْتِه صلى الله عليه وسلم دِينًا أبدًا، ليسَ بعدَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم إضافاتٌ، أو إحداثُ شيءٍ منَ الدِّينِ، وإنَّما علينا الاتِّباعُ؛ لأنَّ اللهَ أكمَلَ هذا الدِّينَ، فليس بحاجةٍ إلى أنْ نُضيفَ إليه، ونُلصِقَ به ما ليس منه، ونقولَ: هذه عبادةٌ، وهذا خيرٌ وهذا...، بل هذا شرٌّ، وليس عبادةً، بل هو بِدعةٌ وضلالٌ، وإنِ استَحْسَنَتْهُ بعضُ العُقولِ، أو زَيَّنَه بعضُ الدُّعاةِ إلى الضَّلالِ. نحنُ لا نعبَأُ بهم، ولا نَلتَفِتُ إليهم، حَسْبُنا ما في كتابِ رَبِّنا وسُنَّةِ نبِيِّنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ اللهَ أكْمَلَ الدِّينَ قبلَ وفاةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمامُ مالكٌ رحمه الله ([2]).
([1])أخرجه: البخاري رقم (4606)، ومسلم رقم (3017).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد