×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وإِنَّما قَدَّمْتُ هذهِ المُقَدِّمَةَ؛ لأنَّ مَن استقَرَّتْ هذه المُقَدِّمَةُ عندَهُ عَلِمَ طَريقَ الهُدَى أَيْنَ هو فِي هذا البابِ وغيْرِهِ،

****

 واليهودِ،﴿وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ[الحديد: 28]،﴿۞لَيۡسُواْ سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ[آل عمران: 113]،﴿وَإِنَّ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشۡتَرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلًاۚ[آل عمران: 199] هؤلاءِ هُمُ المُؤمِنُونَ مِن أَهْلِ الكتابِ.

القسم الثاني: الَّذِينَ كَفرُوا بالرُّسُلِ مِن أهلِ الكتابِ، وغَيَّرُوا التوراةَ والإنجيلَ، وحَرَّفُوا، وبَدَّلُوا، وهذا غالِبُ أَهْلِ الكتابِ مِن اليَهُودِ والنَّصارَى.

و«الصَّابِئُونَ» قِيلَ: إِنَّهُم جماعةٌ مِن النَّصَارَى، وقيلَ: إِنَّهُم هم الَّذِين لا دِينَ لَهُم؛ قال تعالى:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبِ‍ِٔينَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلۡمَجُوسَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ[الحج: 17]، هذه هي الدِّياناتُ السِّتُّ، مِنهم الصَّابِئُونَ: والصَّابِئُ فِي الأصلِ هُوَ الَّذِي يَخرُج عَنِ الدِّينِ، يُقالُ: صَبأَ إذا خَرجَ عَن دِينِه، فَالصَّابِئُونَ هُم الَّذِين خَرجُوا عَن دِيانَةِ الرُّسُلِ، وقيلَ: إنَّ الصَّابِئينَ عَلَى قِسمينِ: صَابِئُونَ مُوحِّدُونَ، وصابِئُونَ كُفَّارٌ، وهذا هو الظَّاهِرُ؛ فهُناك مِن الصَّابِئينَ أهْلُ إيمانٍ، وهم طائفةٌ مِن أهلِ الكتابِ. فكيفَ تكونُ هذِه الطَّوائِفُ أَعْلَمَ باللهِ وبكتابِه وَبِسُنَّةِ رَسُولِه مِن سَلَفِ الأُمَّةِ؟.

أَصلُ هذا الكتابِ جوابٌ عن سُؤالٍ، سألَهُ بقولهِ: ما يَقولُ العُلَماءُ فِي أسماءِ اللهِ وَصِفاتِه؟ فهو قَبْلَ أَنْ يُجِيبَ السَّائِلَ قَدَّمَ هذه المُقَدِّمةَ، المُسَمَّاة بِمُقدِّمَةِ الحَمَوِيَّة، وهي مُقدِّمةٌ عظيمةٌ كانَ طَلَبةُ العِلْمِ


الشرح