لَكن هَذَا
المَوْضِع لاَ يتَّسع للجوَاب عنِ الشُّبهات الوَارِدَة علَى الحَقِّ، فمَنْ كانَ
فِي قَلْبه شُبهة وأَحَب حَلَّها فذَلِك سهْل يَسيرٌ.
ثُمَّ المُخالِفُونَ للكتَاب والسنَّة وسلَف الأمَّة -مِنَ
المُتَأَوِّلِينَ لهَذَا الباب- فِي أَمْرٍ مَرِيج.
****
المُخَالِفُون لأهْلِ السنَّة فِي باب الأَسمَاء والصِّفَات لاَ يتَّفقُون أبدًا؛ لأنَّهم اتَّبعوا أهْوَاءَهم وعقُولَهم، والأهْوَاء والعقُول تَختَلِف، كلٌّ لَهُ رَأْي، وكلٌّ لَهُ عقْل علَى قَدْرِه يُخَالِف عقْل الآخَر، ويُخَالِف هَوَى الآخَر، فلذَلِك اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الباب. أمَّا مَنِ اتَّبع الكتَاب والسنَّة فإنَّهُم لاَ يخْتَلِفُون؛ لأنَّهُم لَمْ يتَّبعوا أهْوَاءَهُم وعقُولَهم، وإنَّمَا اتَّبعوا مَا جاءَ فِي الكتَاب والسنَّة، فاجتَمَعت كلِمَتُهم فِي هَذَا الباب وفِي غَيْرِه. هَذَا هُوَ السر فِي كوْن أهْلِ السنَّة والجمَاعة لَمْ يَختَلِفُوا فِي باب الأَسمَاء والصِّفَات، وفِي كوْن غَيْرِهم مِنَ الفَرْق اخْتَلَفُوا. فاللهُ عز وجل يقُولُ: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153]، فجعلَ سبيلَه وَاحِدًا لاَ يَخْتَلِفُ، ولاَ يَخْتَلِفُ مَنْ سارَ علَيْه، وجعل مَا خَالَفَه سبلاً كثِيرَة لاَ حَصْرَ لَهَا، وأخْبر أنَّها تَتَفَرَّق بأهْلِهَا، فَلاَ تَجد فِرْقَة متَّفِقَة مَع فِرْقَة أخْرَى، وفِي النِّهايَة كلُّ الفِرَق لاَ تَصِلُ إِلىَ نتِيجة؛ ولِهَذَا قَالَ سبحانه وتعالى: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ﴾[ق: 5] مَرِيج: متَنَاقِض، متَضَارِب، وقَالَ سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنۡ ءَامَنُواْ بِمِثۡلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ﴾ [البقرة: 137].
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد