فَإنَّ مَنْ يُنْكر
الرُّؤيَة، يزْعم أنَّ العقْل يحِيلُها، وأنَّه مُضْطَرٌّ فِيهَا إِلىَ التَّأوِيل،
ومَنْ يُحِيلُ أنَّ للهِ علمًا وقُدْرَة، وأنْ يَكونَ كلامُه غَيْر
مخْلُوق ونَحْو ذَلِك يقُولُ: إنَّ العقْل أحَالَ ذَلِك فاضْطَرَّ إِلىَ
التَّأوِيل.
****
مَنْ يُنكر رُؤيَة المُؤمِنِينَ
لرَبهم يَوْمَ القِيَامَة -الَّتِي بإثْباتِها توَاتَرَت الأدِلَّة- مَنْ
يُنكرْهَا يَبنِ إنْكارَهُ علَى العقْل، يقُولُونَ: لأنَّنا إذَا أثْبتْنا
الرُّؤيَة، لَزِمَ أنْ يَكونَ اللهُ فِي جهَة، واللهُ عنْدَهُم لَيْس فِي جهَة،
إِلىَ غَيْر ذَلِك مِنَ الشُّبهَات، ولَوْ أنَّهم اتَّبعوا أدلَّة الكتَاب
والسنَّة، وآمَنُوا بهَا، ولَمْ يتدَخَّلُوا فِيهَا بعقُولِهم، لسلِمُوا.
مَنْ يَقُولُ: يستَحِيل أنْ يَكونَ للهِ علْم، ويستَحِيل أنَّ اللهَ
يقْدِر؛ لأنَّ هَذِهِ صِفَات المَخْلُوقِين، واللهُ عز وجل لَيْس كالمَخْلُوقِين،
وإذَا أثْبتْنا للهِ العلْم والقُدْرَة شَبهنَاه بالمَخْلُوقِين؛ لأنَّ هَذِهِ
الصِّفَات مَوجودَة فِيهِم، هَذِهِ شُبهَتُهُمْ، ولَمْ يَفْطنُوا إِلىَ أنَّ الله
سبحانه وتعالى لَهُ علْم لاَ يُشْبه علْم المَخْلُوقِينَ، وقُدْرَة لاَ تُشْبه
قُدْرَة المَخْلُوقِينَ، كمَا أنَّ لَهُ ذَاتًا لاَ تُشْبه ذَوَات المَخْلُوقِين.
يقُولُونَ: لأنَّه إذَا أثْبتْنَا الكلاَم للهِ، لَزِمَ علَى ذَلِك
محَاذِير.
مِنْهُم مَنْ يَقُولُ: إنَّ فِيه مُشَابهة للمَخْلُوق؛ لأنَّ المَخْلُوق
يتَكلَّم، ولاَ مشَابهَة بيْنَ المَخْلُوق والخَالِق.
ومِنْهُم مَنْ يَقُولُ: إنَّ الكلاَم مِنَ الحَوَادِث، واللهُ لَيْس محَلًّا للحَوَادِث، إِلىَ غَيْر ذَلِك مِنَ الخُرَافَات. ولَوْ أنَّهم سلَّمُوا للهِ، وأثْبتُوا أنَّ اللهَ يتكلَّم علَى وَجه يَلِيقُ بجلاَلِه سبحانه وتعالى، لسلِمُوا مِنْ هَذِهِ الخَوَاطِر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد