بلْ مَنْ
يُنْكر حَقِيقَة حَشْر الأجسادِ، والأَكل والشُّرْب الحَقِيقِي فِي الجنَّة يزْعم
أنَّ العقْل أحَالَ ذَلِك، وأنَّه مُضْطَرٌّ إِلىَ التَّأوِيل.
ومَنْ زَعمَ أنَّ اللهَ لَيْس فَوْقَ العرْش يزْعم أنَّ العقْل أحَالَ
ذَلِك، وأنَّه مُضْطَرٌّ إِلىَ التَّأوِيل.
****
مَنْ يُنْكر البعثَ يقُولُ: إنَّ الأمْوَاتَ إذَا صَارُوا تُرَابا وعظَامًا
لاَ يُمْكنُ أنْ يَعودُوا أحْيَاءً كمَا كانُوا، هَذَا مستَحِيلٌ فِي العقْل
عنْدَهُم.
قَاسوا اللهَ علَى خَلْقِه، واللهُ لاَ يُقَاس بخَلْقِه؛ لأنَّه علَى كلِّ
شَيْء قَدِير، فالَّذِي بدَأَهُم أوَّلَ مرَّة، وهُمْ مِنَ العدَم ألاَ يَقْدِر
علَى إعادَتِهِم؟ ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ
ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الروم: 27].
هَذَا فَرْع عنْ إنْكارِهِم البعثَ، ينْكرُونَ أنْ يَكونَ هُنَاك جنَّة
ونَار، يقُولُونَ: لَيْس هُنَاك إلاَّ الحَيَاة الدُّنْيَا، لاَ تُوجد دَار
أخْرَى، ولاَ هُنَاك جنَّة ونَار، إنَّمَا هِيَ حيَاتُنا الدُّنْيَا، نمُوتُ،
ونَحْيَا، وَمَا يُهلِكنا إلاَّ الدَّهْرُ، ويقُولُونَ: ﴿أَيَعِدُكُمۡ
أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ ٣٥۞هَيۡهَاتَ
هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ٣٦إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ
وَنَحۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ ٣٧﴾ [المؤمنون: 35- 37]،
«نَمُوتُ ونَحْيَا» يَعنِي: يَمُوتُ قَوْم، ويَحْيَا قَوْم، هَذِهِ مقَالَتُهُم؛
لأنَّهُم لاَ يُؤمِنُونَ بقُدْرَةِ اللهِ علَى كلِّ شَيْء.
وكذَلِك مَنْ ينْفِي الاستِوَاءَ علَى العرْش والعلُوَّ علَى المَخْلُوقَات للهِ عز وجل يقُولُ: العقْل يُحِيلُ هَذَا؛ لأنَّه إذَا قُلنَا: إنَّه مُستوٍ علَى العرْش، فَهُوَ مُحتَاج إِلىَ العرْشِ، وأنَّه صَارَ فِي جهَة، واللهُ لَيْس فِي جهَة، فهُمْ وضَعوا قَوَاعدَ مِنْ عنْد أنْفُسهِم، وصَارُوا يُحَكمُونَها علَى الكتَاب والسنَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد