×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

ويكفِيك دَلِيلاً علَى فسادِ قَوْل هَؤلاَءِ أن لَيْس لوَاحِد منْهُم قَاعدَة مستَمِرَّة فِيمَا يُحِيلُهُ العقْل.

بلْ مِنْهُم مَنْ يَزْعمُ أنَّ العقْل جوَّز أَوْ أوْجب مَا يَدَّعي الآخَر أنَّ العقْل أحَالَه فيَا لَيْتَ شِعرِي بأيِّ عقْل يُوزَنُ الكتَاب والسنَّة،

****

نقُولُ: العقْل لاَ يُحِيطُ باللهِ عز وجل؛ هَذَا شَيْء خَارِج عنْ مَدَارِك العقُول، العقْل السلِيم لاَ يُحِيلُ هَذَا، بلْ يُسلِم للهِ عز وجل، ويُؤْمِن باللهِ، ويُصَدِّق بخَبر اللهِ وخَبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ويَعلَم أنَّ اللهَ علَى كلِّ شَيْء قَدِير، وأنَّ اللهَ لاَ يعجزُه شَيْء.

يكفِيك دَلِيلاً علَى فسادِ قَوْلِهم أنَّهُم لَم يتَّفِقُوا علَى حُجة واحِدَة يعتَمِدُون علَيْها فِي نفْيِهم مَا نَفَوْهُ، واضْطِرابهم دَلِيل علَى فَسادِ قَوْلِهم.

هَذَا دَلِيلٌ علَى اضْطِرَابهِم وفَسادِ قَوْلِهم؛ حَيْثُ لَمْ يتَّفِقُوا علَى شَيْء فِي عقِيدَتِهم.

هَل العقْل يُوَازِن الكتَاب والسنَّة؟ فالكتَاب والسنَّة وَحْي مِنَ اللهِ العلِيمِ الخَبيرِ، والعقُول إنَّما هِيَ أفْكار البشَر ومدَارِكهم، فهَلْ تُقَاس أفكارُ البشَر وعقُولُهم بالوَحْي المُنَزَّل الَّذِي ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [فصلت: 42] ؟ لاَ يُمْكن هَذَا، لاَ يُمْكن أن يُوزَنُ الكتَاب والسنَّة بالعقُولِ.


الشرح