والفَتْوَى لا تحْتَمِل البَسْط
في هَذَا البَابِ، وإنَّمَا نُشِيرُ إشَارَة إلَى مَبادِئ الأمُورِ، والعَاقِل
يَسِيرُ فيَنْظُر.
وكَلاَم السَّلَف في هَذَا البَابِ موْجُود في كُتُب كَثِيرَة لاَ
يُمكِنُ أنْ نَذْكُر هُنَا إلاَّ قَلِيلاً مِنْه، مثْل كِتَابِ «السُّنَن»
للالَكَائِيِّ ([1]).
****
إذَا عَرَفَ مَنْ يُريدُ الحَقَّ أنَّ هَذِهِ التَّأوِيلاَتِ الَّتي عِنْدَهُم،
هِي التَّأوِيلاَتُ المَرِّيسيَّة الَّتي نشَأَتْ مِنْ تَعْريبِ كُتبِ الرُّومِ في
وَقْت المَأْمُونِ؛ يتبَيَّنُ لَهُ الحَقُّ -إنْ كَانَ يُريدُ الحَقَّ- أمَّا مَنْ
لاَ يُريدُ الحَقَّ، فهَذَا تقُومُ عَلَيْه الحُجَّة، وقَد وُجِدَ في زَمَانِنَا مَنْ
يمَجِّدُ هَؤُلاَءِ الضُّلاَّل والمَلاَحِدَة، ويسَفِّه مَنْ رَدَّ عَلَيْهِم
وبَيَّن بَاطِلَهُم، ولكُلِّ قَوْم وَارِثٌ، وللنَّاسِ فِيمَا يَعشَقُونَ
مَذَاهِبُ.
هَذِهِ الفَتْوَى الَّتي كَتَبَها الشَّيْخ جَوَابًا لِمَنْ سَألَهُ عَن
مَذْهَب أهْلِ العِلْم في الأسْمَاءِ والصِّفَاتِ لاَ تَحْتَمِلُ البَسْطَ
والتَّفصِيلَ، وهَذَا اعتِذَار مِنْه رحمه الله عَنِ البَسْطِ؛ لأنَّ الفَتْوَى
يَجِبُ أنْ تَكُونَ مُخْتَصَرَة.
هُو الإمَامُ هِبَةُ اللهِ اللالَكَائِيُّ صَاحِبُ شَرْح أصُولِ أهْلِ السُّنَّة، وَهُو شَرْح حَافِل ومَرْجِع كَبِير مِن مَرَاجِع أهْلِ السُّنَّة.
([1])هو: الإمام الحافظ المجرد المفتي أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الرازي، الشافعي، توفي في رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكتابه المذكور ذكره الذهبي والخطيب البغدادي وغيرهما، وهُو مطبوع باسم: « شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ».
انظر لترجمته: « تاريخ بغداد » (14/ 70)، و« سير أعلام النبلاء » (17/ 419)، و« الوافي بالوفيات » (27/ 154).
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد