فإنَّ اللهَ بعثَ مُحمَّدًا
صلى الله عليه وسلم بالهُدَى ودِينِ الحقِّ.
****
العِلمِ، فيأتي بأشياءَ وتَفسيراتٍ
واجتِهاداتٍ من عندِه في أصْلِ التَّوحيدِ، الَّذي لا يَقبَلُ الاجتِهاداتِ، وإنَّما
هو اتِّباعٌ واقتِداءٌ فقط، تقولُ ما قالَهُ السَّلفُ، وتكفُّ عما كفَّ عنه
السَّلفُ؛ لأنَّهم أدْرَى منك وأعْرَفُ منك، وأثْبَتُ منك في العِلمِ، يَكفِيك أنْ
تكونَ تابِعًا لهم، بأنْ تَعرِفَ مَذهَبَهم وتَتَّبِعَه، أمَّا أنَّك تُحدِثُ
شيئًا، و تأتي باجتِهاداتٍ، وتفسيراتٍ من عندِك، فهذا ضلالٌ وباطلٌ، لأنَّ بعضَ
المُتعالِمين أحدَثُوا أشياءَ منَ الصِّفاتِ، يقولونَ: هذه أخَذْنَاها منَ
الكِتابِ الفُلانيِّ ومِنَ النَّصِّ الفُلانيِّ، فطالِبُ العِلمِ لا يَسَعُه أنْ
يُثبِتَ منَ الصِّفاتِ إلاَّ ما أْثَبَته هؤلاءِ السَّلفُ على ضَوءِ كتابِ اللهِ
وسُنَّةِ رسولِه، لا تَزِدْ على ما أثْبَتُوه شَيئًا لم يَقُلْ بهِ السَّلفُ، هذا
الَّذي يَجِبُ في هذا البابِ وغيرِه من أبوابِ العِلمِ، لكنَّ هذا البابَ
بالذَّاتِ؛ لأنَّ الزَّلَّةَ فيه ليسَتْ كالزَّلَّةِ في غيرِه، وإلاَّ فالواجبُ
عليك في جميعِ أبوابِ العلمِ أنَّك تتَّبِعُ ما عليه السَّلفُ الصَّالحُ، كفاك
أنَّك تسيرُ على الجادَّةِ الَّتي سارُوا عليها لتَلْحَقَ بهم، ولا تخرجَ عنِ
الجادَّةِ، فتَتخلَّفَ عنِ الرَّكْبِ.
لما ذكَرَ الشَّيخُ رحمه الله في أوَّلِ كلامِه أنَّ قوْلَنا في آياتِ الصِّفاتِ وأحاديثِها: هو ما قالَهُ اللهُ ورسولُه، يعني: نُؤمِنُ بها على ما جاءَتْ في كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه، وكذلك ما قالَهُ صحابَةُ رسولِ اللهِ، وكذلك ما قالَهُ الأئمَّةُ الَّذين اقتَفَوْا آثارَهم في هذا البابِ وغيرِه، علَّلَ ذلك بقَوْلِه:«فَإِنَّ اللهَ بَعثَ مُحمَّدا صلى الله عليه وسلم بالهُدَى ودِينِ الحَقِّ»، وإذا كانَ اللهُ قد بَعثَ رسولَه بالهُدَى ودِينِ الحقِّ، فمِن أوْلَوِيَّاتِ الهُدَى ودينِ الحقِّ آياتُ
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد