الصِّفاتِ وأحاديثُها، والهُدَى هو: العِلمُ النَّافعُ، ودِينُ الحقِّ هو: العَملُ الصَّالحُ، والرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بُعِثَ بالأَمْرَيْن: بالعِلمِ النَّافعِ والعَملِ الصَّالحِ، ومِنَ العِلمِ النَّافعِ والعملِ الصَّالحِ: الإيمانُ بآياتِ الصِّفاتِ وأحاديثِها على ما جاءَتْ في كلامِ اللهِ وكلامِ رسولِه. وعلى ما اعتقدهُ السَّابقُون الأوَّلُون، ولم يُشْكِلْ عليهِم، ولا تَوقَّفُوا في هذا الأمْرِ، بل قَبِلُوه بالتَّسْليمِ والانقِيادِ مُثْبِتينَ له لَفْظًا ومَعنًى، هذا هوَ الحقُّ، وهذا هوَ الهُدَى ودِينُ الحقِّ، فمَن خَالَفَهُ، فقَد خَالَفَ ما بُعِثَ به الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ رأسَ العِلمِ وأصْلَهُ العِلمُ باللهِ سبحانه وتعالى، العِلمُ باللهِ وبأسْمائِهِ وبصِفاتِهِ، وما يَستحِقُّه منَ العِبادةِ: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، فالعِلمُ بالعَقيدةِ الصَّحيحةِ هو الأساسُ، وهو العِلمُ بمَعْنَى لاَ إلَه إلا اللهُ: لَفْظًا، ومَعْنًى، واعتِقادًا، وما تقتضيه هذه الكلمةُ العظيمةُ، وهذا هو أساسُ الدِّينِ وأساسُ المِلَّةِ، وهو أصْلُ ما بَعثَ اللهُ به رُسُلَه مِنْ أَوَّلِهم إلى آخِرِهم ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، هذه زُبدةُ الرِّسالاتِ، وهي: تَحقيقُ توحيدِ الأُلوهيَّةِ للهِ سبحانه وتعالى، ولا يَتحقَّقُ هذا إلا بمَعرفَةِ اللهِ بأسْمائِهِ وصِفاتِهِ نحنُ نَعرفُ اللهَ سبحانه وتعالى بما عرَّفَنا به عن نَفْسِه من أسْمائهِ وصفاتِهِ، وما عرَّفَه به رسولُه صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الأساسَ.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد