قد يؤذي، ويُمتحن، ويُضرب، أو يُقتل، ويُسجن، فيصبر ولا ينجرف مع أهل
الضلال، وإلا هو يلاقي أذى، ويلاقي شرًا.
هذا من نعمة الله، أنه عند الاختلاف ما تركنا نتحير، بل أعطانا الطريق
الصحيح الذي نمشي عليه، لكن هذا يحتاج إلى ثلاثة أمور: أولاً: العلم الصحيح،
وليس التعالم؛ فلا يمكن أن تسير على هذا الطريق إلا إذا تعلمت وعرفت الحق من
الضلال.
الأمر الثاني: الصبر والثبات وعدم التزحزح، ولو أصابك ما أصابك، فإنك
تصبر مهما كلفك هذا الأمر.
الأمر الثالث: ألاَّ تغتر بالكثرة، وإنمّا تنظر إلى من هو على الحق.
فقوله: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ
تَضِلُّوا كِتَابَ الله وسَنتِي».
كتاب الله الذي هو القرآن، والسنة التي هي الأحاديث الصحيحة. لَمْ يَقُل: إنِّي تَارِك فِيكُم: عُقُولَكُم، وأفْكَارَكُم، وَعِلْم الكَلاَم، وعِلْم الجَدَل، والمَنْطِق، بلْ قَالَ: «كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([1]) هَذَا هوَ سَبِيلُ النَّجَاةِ، هَذَا يُوجِب عَلَى المُسْلِم أنْ يتَمَسَّك بالكِتَابِ والسُّنَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد