ليظْهِرَه
علَى الدِّينِ كلِّه وكفَى باللهِ شَهِيدًا، وأنَّه بيَّنَ للنَّاس مَا أخْبرَهُم
بهِ مِنْ أُمُورِ الإِيمَانِ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ. والإِيمَانُ باللهِ واليَوْمِ
الآخِرِ يتضَمَّنُ الإِيمَانَ بالمَبدَأ والمَعاد،
****
ومِنَ العلْم النَّافِع مَا ذكرَهُ فِي حقِّ اللهِ سبحانه وتعالى مِنْ
وَحْدانِيَّته، وأسمَائِه وصِفَاتِه، هَذَا أصْلُ العلْم النَّافِع وأساس العلْم
النَّافِع الَّذِي جاءَ بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه
وسلم جاءَ بالبيَانِ التَّامِّ لكلِّ مَا يحْتَاجه البشَر مِنْ أمُورِ دِينِهم،
فكيْفَ يكونُ بعثَه اللهُ بالهُدَى ولَمْ يُبيِّن للنَّاس هَذَا الباب؟
أيْ: علَى سائِر الأدْيَانِ، وقَدْ تحَقَّقَ هَذَا، فظَهَرَ الإسلاَم علَى
اليَهودِيَّة والنَّصْرانِيَّة وسائِر الأدْيَانِ، وانتَشَرَ فِي المَشَارِق والمَغَارِب،
وظَهَرَ بالحُجة والدَّلِيلِ والبرْهَانِ.
الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّنَ للنَّاس أُمُورَ دِينِهِم وعقِيدَتِهم،
فبيَّنَ لَهُم: الإِيمَانَ باللهِ، والإِيمَانَ بالمَلاَئِكة، والإِيمَانَ بالكتُب
والرُّسلِ، والإِيمَانَ باليَومِ الآخِرِ، والإِيمَانَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ
وشَرِّه، بيَّنَ لَهُم: أرْكانَ الإِيمَانِ وأرْكانَ الإسلاَمِ، وبيَّن لهُمْ شُعب
الإِيمَانِ، وبيَّن لَهُم صلى الله عليه وسلم البيَان الكامِلَ الشَّافِي، فكيْفَ
يتْرُك باب الأَسمَاء والصِّفَات لَمْ يُبيِّنْه، وقَدْ بيَّنَ لأمَّتِه كلَّ شَيْء؟
أرْكانُ الإِيمَانِ ستَّة مِنْهَا: الإِيمَانُ باللهِ، والإِيمَانُ
باليَوْمِ الآخِرِ.
تَارةً يَذكر أرْكانَ الإِيمَانِ كلَّهَا، وتَارةً يَذكر الإِيمَانَ باللهِ واليَوْم الآخِرِ فقَطْ؛ لأنَّ الإِيمَانَ باللهِ يقْتَضِي الإِيمَانَ بمَبدَأ الخَلْق، والإِيمَانَ باليَوْم الآخِرِ يقْتَضِي الإِيمَانَ بالمَعادِ، والمَبدَأ هُوَ خَلْق المَخْلُوقَات مِنْ عدَم، والمَعادُ هُوَ إعادَة الخَلْقِ يَوْمَ القِيَامَة بعدَ المَوْتِ.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد