وقالَ:
«تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لاَ يَزِيغُ عَنْهَا
بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ» ([1])، وقال
فيما صحَّ عنه أيضًا: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ
أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِمَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ
شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ» ([2]).
وَقالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه: «لَقَدْ تُوفِي رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي السَّماءِ إِلاَّ ذَكَرَ
لَنا مِنْهُ عِلْمًا» ([3]).
****
قال ذلك عندَ وفاتِه قالَ صلى الله
عليه وسلم: «تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ -يعني: الجادَّةِ البَيضاءِ
النَّقيَّةِ الواضحةِ. هي سُنَّتُه- لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»
مَن سارَ على هذهِ الجادَّةِ، وصلَ إلى اللهِ، ونَجا مِنَ الهَلاكِ، ومَن خَرجَ عن
هذهِ الجادَّةِ، هَلَكَ؛ لأنَّه يسيرُ على غيرِ طريقٍ.
أبو ذَرٍّ رضي الله عنه يَشهَدُ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم ما تركَ شيئًا يَحتاجُهُ النَّاسُ ِإِلاَّ وبَيَّنَه لَهُم، حتَّى الطُّيورِ فِي الجوِّ بيَّنَ لهم ما يَحِلُّ منها، وما يَحرُمُ.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142)، والحاكم رقم (331).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد