×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

ثمَّ عن السَّلفِ في ذَلِكَ من الأقْوَالِ ما لو جَمَعَ لبلَغَ مِئِينَ، أو ألُوفًا. ثمَّ ليْسَ في كِتَابِ الله، ولا في سنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، ولاَ عَنْ أحَدٍ مِنْ سَلَفِ الأمَّة من الصَّحَابَة، والتَّابعِينَ، ولاَ عَن أئمَّةِ الدِّين الَّذِينَ أدْرَكُوا زَمَنَ هَؤُلاَءِ والاخْتِلاَفَ - حرْفٌ وَاحِدٌ يُخَالِفُ ذَلِكَ لا نصًّا ولا ظَاهِرًا.

ولَمْ يقُلْ أحدٌ منْهُم قطُّ: إنَّ الله ليْسَ في السَّمَاءِ، ولا أنَّه ليْسَ عَلَى العَرْشِ، ولا أنَّه بذَاتِهِ في كلِّ مكَانٍ، ولا أنَّ جمِيعَ الأمْكِنَة بالنِّسبَة إليْهِ سَوَاءٌ.

****

كَلامُ العُلمَاءِ الَّذينَ يصِفُونَ اللهَ بالعُلوِّ والاسْتِوَاءِ كَثِيرٌ، لو جُمِعَ، لبَلَغَ المجَلَّدَاتِ الضَّخْمَة مِنْ كَلاَمِ أهْلِ العِلْم سَلَفًا وخَلَفًا، وقَدْ ألَّفَ الإمَامُ ابنُ القيِّمِ كتَابًا في هَذَا المَوْضُوع سمَّاهُ: اجتِمَاع الجيُوش الإسْلاَمِيَّة عَلَى غزْوِ المُعطِّلَة والجَهْميَّة. وهَذَا إجْمَاعٌ قطْعِيٌّ من أهْلِ العِلْم عَلَى إثْبَاتِ العلوِّ والاسْتِوَاءِ لله، والإجْمَاع حُجَّةٌ قاطِعَةٌ ولَيْس هُنَاكَ إمامٌ معتَبَرٌ جاءَ عنْهُ حرْفٌ واحِدٌ يخالِفُ هَذِهِ العَقِيدَةَ.

لَمْ ينْفِ أحدٌ من الأئِمَّة المعْتَبرِينَ علوَّ الله عَلَى خَلْقِه أو استْوِاءَه عَلَى عرْشِه، بلْ كُتُبهُم كلُّها مجْمِعَةٌ عَلَى إثْبَات ذَلِكَ.

كمَا تقُولُه الحُلُوليَّة، حَيْثُ يقُولُونَ: إنَّ الله في كلِّ مكَانٍ. حتَّى إنَّهم لا ينزِّهُونَه عن الحُشُوشِ ودَوْرَاتِ المِيَاه والمَوَاضِع القَذِرَةِ، تعَالَى اللهُ عمَّا يقُولُونَ، بلْ منْهُم طَائِفَةٌ يقُولُونَ: إنَّه حَالٌّ في الأشْخَاصِ.

كمَا تقُولُ الحُلولِيَّة؛ لا فرْقَ عنْدَهُم بيْنَ البَحْر والعَرْشِ، كلُّه سوَاءٌ، ولا يختَصُّ العرْشُ بشَيْءٍ، كلُّها مخْلُوقَات، ولا ميزَةَ لبعْضِهَا


الشرح