ومن المُحالِ أيضًا أنْ يكونَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قد عَلَّمَ أمَّتَه كلَّ شيءٍ حتَّى الخِرَاءَةَ ([1])،
****
أي علَّمَهم آدابَ التَّخَلِّي حتَّى قال بعضُ أهْلُ الكتابِ لبَعضِ الصَّحابةِ: نَبِيُّكُم عَلَّمَكُم كلَّ شيءٍ حتَّى الخِراءةَ؟ قال: «فَقَالَ: أَجَلْ، لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِالْيَمِينِ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِأَقَلَّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ» ([2])، فكيفَ يَترُكُ بابَ العقيدةِ لمْ يُبَيِّنهْ فهو أهمُّ شيءٍ؟! فالرَّسولُ ما تَركَ شَيئًا للنَّاسِ فيه مَصْلحةٌ في دِينِهم إلا بَيَّنَها، عَرَفَ ذلك مَن عَرَفَه، وجَهِلَه مَن جَهِلَه، ما تُوُفِّيَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم إلاَّ بعدَ كمالِ الشَّرعِ، وكمالِ البَيانِ، كمالِ التَّشريعِ منَ اللهِ، وكمالِ البَيانِ منَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، أمَّا كَوْنُ بعضِ النَّاسِ لم يَطِّلعْ أو لم يَعرِفْ، أو لم يُردْ أنْ يَعرفَ، فهذا ليس حُجَّةً؛ لأنَّ البَيانَ مَوجودٌ، كيفَ يكونُ الرَّسولُ بيَّنَ لأُمَّتِه كلَّ شيءٍ، حتَّى آدابَ التَّخلِّي، ولم يُبيِّنْ لهم بابَ العَقيدةِ؟! حتَّى جاءَ هؤلاءِ وبَيَّنُوها للنَّاسِ.
([1])قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (3/ 153، 154): « أما الخراءة، فيكسر الخاء المعجمة وتخفيف الراء وبالمد، وهي اسم لهيته الحدث، وأما نفس الحدث فيحذف التاء وبالمد مع فتح الخاء وكسرها » ا هـ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد