وأحاديثُ الصِّفاتِ كَقْوِله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي
آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ»([1])،
وقوْلُه: «يَضَعَ الْجَبَّارُ قَدَمَهُ فِي النَّارِ»، إلى غيرِ ذلكَ منَ
الأحاديثِ،
****
نُثبِتُ للهِ الأصابعَ؛ كما أثْبَتَها لنَفْسِه، ونُثبِتُ أنَّه يَتصرَّفُ
في قُلوبِ العِبادِ -سُبحانه-؛ يُضِلُّ مَن يشاءُ، ويَهدي مَن يشاءُ، وليس معنَى
قَولِه:«بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ» أنَّ أصابعَ الرَّحمنِ مُلتَصِقةً بالقَلبِ،
فهذا لا يَلزمُ، والدَّليلُ قَوْلُه تَعالى: ﴿وَٱلسَّحَابِ
ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ﴾ [البقرة: 164]، فكَلمةُ«بَيْنَ» لا يَلزَمُ منها
الالتِصاقُ، فالسَّحابُ بينَ السَّماءِ والأرضِ، ليسَ مُلتصِقًا بالأرضِ، وليس
مُلتصِقًا بالسَّماءِ المَبنِيَّةِ، بل هو بينَهما، فلا يَلزمُ مِن«بين»
المُلاصقةُ والمَماسَّةُ -كما يقولونَ-، فنُثْبِتُه كما جاءَ؛ «إِنَّ قُلُوبَ
بَنِي آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ» بَينيَّةً
تَليقُ بِجلالِه سبحانه وتعالى ليسَت بينيَّةَ مُلاصقةٍ ومَماسَّةٍ.
سيأتي هذا في نصِّ الأحاديثِ:«فَيَنزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
وَتَقُولُ قَطُّ قَطُّ» يعني: كفاني كفاني، ونصُّ الحديثِ يقولُ: «لاَ
تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ حَتَّى يَضَعَ
رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ
وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ» ([2]).
يعني: كفاني، ففيه إثباتُ القَدمِ للهِ، وإثباتُ الرِّجلِ للهِ سبحانه وتعالى على ما يَليقُ بجَلالِه، وأنَّه يَضعُها في النَّارِ، فلا تَضُرُّه، فيَنزوي بَعضُها إلى بَعضٍ، واللهُ قادرٌ على كلِّ شيءٍ والنَّارُ خَلقٌ من خَلْقِه سبحانه وتعالى فنَحنُ نُثبِتُ
([1])أخرجه: مسلم رقم (2654).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد