مُحالٌ مع
هذا وغيرِه أنْ يكونَ قد تُرِكَ بابُ الإيمانِ باللهِ والعِلمِ به مُلْتَبِسًا
مُشْتَبِهًا، فلم يُميِّزْ بينَ ما يجبُ للهِ منَ الأسماءِ الحُسْنى والصِّفاتِ
العُلْيا، وما يجوزُ عليه وما يَمتنِعُ عليه.
فإنَّ مَعرِفَةَ هذا أصْلُ الدِّينِ، وأساسُ الهِدايةِ،
****
مُحالٌ أنَّ الرَّسولَ الَّذي وَكَلَ اللهُ إليه البَيانَ أنْ يكونَ لم
يُبيِّنْ للنَّاسِ هذا، هذا مِنِ اتِّهامِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم بالخِيانةِ
والكِتْمانِ، الرَّسولُ بيَّنَ للنَّاسِ كلَّ ما يَحتاجُون إليه مِن أمْرِ
دِينِهم، ولا سيَّما العقيدةُ الَّتي هيَ الأساسُ، ولم يتوفَّ عليه الصَّلاةُ
والسَّلامُ إلاَّ بعَد أنْ أكْمَلَ اللهُ بهِ الدِّينَ والبَيانَ، وكَوْنُ بعضِ
النَّاسِ يَجهَلُ هذا أو لم يَطِّلعْ عليه ليسَ بِحجَّةٍ، فالبَيانُ مَوجودٌ، وهذا
قُصورٌ منه هو، لا منَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
إذا كانَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بيَّنَ للنَّاسِ كلَّ شيءٍ منْ
أُمورِ دِينِهم، كما يأتي أنَّه عَلَّمَهُم حتَّى آدابَ التَّخلِّي؛ فالرَّسولُ
صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ النَّاسَ حتَّى آدابَ قَضاءِ الحاجَةِ، فكَيفَ
يُعَلِّمُهم آدابَ قَضاءَ الحاجةِ، ولا يُعلِّمُهم أمْرَ العقيدةِ؟! ولا
يُعلِّمُهم مَعْنى الأسماءِ والصِّفاتِ؟! وأنَّها على غيرِ ظاهِرِها، وليسَت على
بابِها، كما جاءَتْ عنِ اللهِ، كيفَ لم يُبيِّنْ صلى الله عليه وسلم ؟ ويأتِي بعدَ
ذلكَ الجَهْمُ بنُ صَفوانٍ، وواصِلُ بنُ عطاءَ، وأضرابُهما ويُبَيِّنُون للنَّاسِ!
هذا عَينُ المُحالِ.
معرفةُ أمْرِ العَقيدةِ هيَ أساسُ الدِّينِ، و«أصْلُ الدِّينِ»،«وأساسُ الهدايَةِ» فمَن أخَلَّ بهذا الأصْلِ، فقدْ أخَلَّ بالدِّينِ؛ لأنَّ الشَّيءَ إذا اخْتَلَّ أساسُهُ، أخلَّ فَرْعُه، فمَثلاً: البُنيانُ إذا اختلَّ أساسُه سَقَطَ، وإذا كانَ الأساسُ قويًّا وصالِحًا، قامَ البُنيانُ واستَقامَ، وإذا كان
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد