فَصْلٌ
ثمَّ القَوْلُ الشَّامِلُ فِي جمِيع هَذَا الباب أَنْ يُوصَفَ اللهُ
بمَا وَصَفَ بهِ نفْسه، أَو بمَا وَصَفَه بهِ رسوله صلى الله عليه وسلم، وبمَا
وَصَفَه بهِ السابقُونَ الأوَّلُونَ لاَ يتَجاوَزُ القُرْآنَ والحَدِيثَ.
****
لمَّا فَرَغَ الشَّيخُ رحمه الله
مِنَ المُقدِّمَة، انْتَقَلَ إِلىَ بدَايَةِ الجوَاب الَّذِي سئِلَ عنْه، وهُوَ:
مَا القَوْلُ فِي أَسمَاءِ اللهِ وصِفَاتِهِ الوَارِدَة فِي الكتَاب والسنَّة؟
وَضَع قَاعدَة للجوَاب، فقَالَ: الأَصْلُ فِي هَذَا أنَّ مَا جاءَ فِي الكتَاب
والسنَّة فَهُوَ حقٌّ علَى حَقِيقَتِه، نُثْبتُه للهِ عز وجل مِنْ غَيْر تَحْرِيفٍ
ولاَ تعطِيلٍ، ومنْ غَيْرِ تَكيِيفٍ ولاَ تَمْثِيلٍ. هَذِهِ هِيَ القَاعدَةُ
العظِيمَةُ فِي هَذَا الباب: مَا جاءَ فِي كتَاب اللهِ وسنَّةِ رسول اللهِ صلى
الله عليه وسلم مِنْ أَسمَاء اللهِ وصِفَاتِهِ، فَإنَّنا نُثْبتُه منْ غَيْرِ أنْ
نتَدخَّلَ بأفْكارِنَا وآرَائِنَا، فَلاَ نُحرِّفُ كلاَمَ اللهِ عنْ موَاضِعه، ولاَ
نُعطِّل أَسمَاء اللهِ وصِفَاتِه، ثُمَّ أيضًا لاَ نُشبه أَسمَاء اللهِ وصِفَاتِه
بأَسمَاء المَخْلُوقِينَ وصِفَاتِهم.
ثمَّ بيَّن مَا يقُولُه سلَفُ هَذِهِ الأُمَّة، وَهُوَ أَنَّهُم يثْبتُون مَا جاءَ فِي الكتَاب والسنَّة، لاَ يتَعدَّوْن الكتَاب والسنَّة فِي أَسمَاء اللهِ وصِفَاتِه، فَمَا قَالَه اللهُ ورسوله قَالُوا بهِ، وَمَا نَفَاهُ اللهُ ورسوله نَفَوْهُ، وَمَا لَمْ يَرِدْ فِي الكتَاب والسنَّة سكتُوا عنْه، ولَمْ يدْخُلُوا فِيهِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد