وَهُوَ
مُوافِقٌ لوَقْفِ مَن وَقَفَ مِنَ السلَفِ علَى قَوْلِه تَعالَى:﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ﴾[آل عمران:
7]
كمَا نُقِلَ ذَلِك عنِ ابنِ عباس، ومُجاهدٍ ([1])،
ومُحمَّد بن جعفَر بن الزُّبيرِ ([2])،
ومُحمَّد بنِ إسحَاقَ ([3])، وابن
قُتَيْبة ([4])
وغَيرِهِم، وكلاَ القَوْلَينِ حقٌّ باعتِبارٍ؛
****
هَذَا مَأثُورٌ عنِ السلَفِ: أنَّهُم يقِفُونَ علَى قَوْلِه:﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ ﴾، فتَكونُ الوَاوُ
للعطْفِ علَى لَفْظِ الجلاَلَةِ، بمَعنَى أنَّ الرَّاسخِينَ فِي العلْم أيْضًا
يعلَمُونَ المُتَشَابهَات.
أي: الوَقْف علَى قَوْلِه:﴿فِي ٱلۡعِلۡمِ ﴾، والوَقْف علَى لَفْظ الجلاَلَة، كلُّ قَوْل لَهُ اعتِبار.
([1])هُوَ: مجاهد بن جبر أبو الحجَّاج المَخْزُومِيُّ مولاهم المَكِّيُّ، روى عَنِ ابن عباس، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه، ولد سنة إحدى وعشرين، وتوفي سنة أربع ومائة. انظر: «تاريخ دمشق» (57/ 17)، و«سير أعلام النبلاء» (4/ 450)، و«لسان الميزان» (7/ 349).
([2])هُوَ: محمد بن جعفر بن الزبير بن العوَّام القُرَشِيُّ الأسدِيُّ المَدَنِيُّ، قَالَ عَنْهُ ابن حِبَّان: «كان من فقهاء أهل المدينة وقُرَّائهم» ووثقه النسائي، مات سنة بضع عشر ومائة. انظر: «التاريخ الكبير» (1/ 54)، و«الثقات» (7/ 394)، و«تهذيب التهذيب» (9/ 81).
([3])هُوَ: محمد بن إسحاق بن يسار المُطَّلِبِيُّ مولاهم المَدَنِيُّ صاحب «السيرة»، كَانَ بَحْرًا من بحور العلم، مولده سنة نَيِّف وثمانين، وتُوُفِّيَ سنة خمسين ومائة أَوْ بعدها بيسير. انظر: «الطبقات الكبرى» (7/ 321)، و«تاريخ بغداد» (1/ 214)، و«العبر» (1/ 216)، و«سير الأعلام» (7/ 33)، و«التحفة اللطيفة» (2/ 447).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد