كَيْفَ
يَكُونُ هؤلاءِ المَحجُوبُونَ المَنقُوصُونَ المَسبُوقُونَ الحَيارَى
المُتهَوِّكُونَ أَعْلَمَ باللهِ وأسمائِهِ وصفاتِه، وأَحكَمَ فِي بابِ آياتِه
وذاتِه مِنَ السَّابِقِينَ الأوَّلِينَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ، والَّذِين
اتَّبعُوهُم بإحسانٍ،
****
فالخَلَفُ لا يعرفونَ اللهَ حَقَّ معرفتِهِ؛ لأنَّهُم لَم يُثبِتُوا له
أسماءً وصفاتٍ تليقُ به؛ كما جاءَ فِي الكتابِ والسُّنَّةِ، وإِنَّما بَنَوْا
مَعرِفَتَهُم باللهِ عَلَى عِلْمِ الكلامِ، وعَلَى عُقُولِهم الَّتِي لا تُدرِكُ
حَقِيقةَ العِلْمِ باللهِ عز وجل.
مِن أينَ يُدرِكُونَ هذا العِلْمَ، وهم لا يَستدِلُّونَ بالقُرآنِ ولا
بالسُّنَّةِ، وإِنَّما يَستدِلُّونَ بِطَرائِقِهم الخاصَّةِ الَّتِي ابتكَرَها لهم
قادَتُهم وأَئِمَّتُهُم مِنَ الفَلاسفةِ والجَدَلِيِّينَ، وهي جَهلٌ باللهِ عز وجل
؟!
هذهِ صفاتُ الخَلَفِ الذَّمِيمةِ: أنَّهُم متأخرون فِي الزَّمانِ،
ومُتأخِّرُونَ فِي العِلْمِ والإدراكِ، مُتحَيِّرُونَ فِي الطَّريقِ؛ لأنَّ
عُلومَهُم إِنَّما زادَتْهُم حيرةً وَتَشْكِيكًا، ولم تَزِدْهُم هدايةً، فكيفَ
يكونُ هؤَلاءِ أَعْلَم مِن السَّلَفِ الَّذِينَ تَلقَّوْا عِلْمَهُم عَن كتابِ
اللهِ، وعَن سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، وعَن حَمَلَةِ الكتابِ والسُّنَّةِ؟! إذا
قارَنْتَ بينَ هؤلاءِ وهؤلاءِ، أَدرَكْتَ الفَرْقَ.
الصَّحابةُ يَنقسِمُونَ إِلَى قِسميْنِ:
القسم الأول: المُهاجِرونَ: وهُم الَّذِين تَركُوا بِلادَهم
وأوطانَهُم، وفَرُّوا بِدِينِهِم، وهاجَرُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم، وسَكَنُوا معهُ فِي المدينةِ، وجاهَدُوا معه.
القسم الثاني: الأَنْصار: وهُم أهلُ المَدينةِ مِنَ الأوسِ والخَزرجِ الَّذِينَ فَتحُوا بِلادَهُم وبيُوتَهُم وأمْوالَهُم لإخوانِهِم المُهاجِرينَ،
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد