وأمَرَهُ
أنْ يقولَ: ﴿قُلۡ
هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ﴾[يوسف:
108]
****
بُعثَ في الأُمِّيِّينَ الَّذين لا
يَقرؤُون ولا يَكتُبون، وليس عندَهم كتابٌ مُنزَّلٌ ﴿وَمَآ
ءَاتَيۡنَٰهُم مِّن كُتُبٖ يَدۡرُسُونَهَاۖ وَمَآ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمۡ
قَبۡلَكَ مِن نَّذِيرٖ﴾ [سبأ: 44] ﴿لِتُنذِرَ
قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [القصص: 46] يعني:
العربَ. فأصبَحوا بعدَ الجَهالةِ عُلماءَ يُعَلِّمُون البَشريَّةَ، وأصبَحوا بعدَ
الفَقرِ أغْنياءَ، وأصبَحوا بعدَ الشِّركِ والكُفرِ مُوَحِّدين، وأصبَحوا بعدَ أن
كانوا مُضْطهَدِين في الأرضِ سادةَ العالَمِ، فتَحُوا البِلادَ، وسادُوا العبادَ،
وسادُوا على أهْلِ الأرضِ، بأيِّ شيءٍ؟ سادُوهم بالعِلمِ النَّافعِ والعملِ
الصَّالحِ، وميراثِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وإلاَّ فإَّنهم كانوا أتْعَسَ
النَّاسِ قبلَ ذلكَ، وهذا العِلمُ المُتدفِّقُ الَّذي لا يَزالُ يَتدفَّقُ من أينَ
جاءَ؟ جاءَ من كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم الَّذين بَعثَ
اللهُ بهما رسولَه صلى الله عليه وسلم.
أمرَ اللهُ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم أنْ يقولَ للعالَمِ: هذهِ سَبيلِي،
أي طَريقي الَّذي أَسيرُ عليه، ما هي؟ أدعو إلى الله على بَصيرةٍ، فطَريقةُ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم الَّتي بُعِثَ بها أنَّه يدعو إلى اللهِ، لا يدعو
إلى نَفْسِه، أو إلى طَمَعٍ دُنيويٍّ، أو إلى رِياسةٍ ومُلكٍ، وإنَّما يَدعو إلى
اللهِ، يُخلِصُ الدَّعوةَ للهِ، فهذا مِن شُروطِ الدَّعوةِ إلى اللهِ أنْ تكونَ
خالِصةً لوَجْهِ اللهِ، لا يُرادُ منها رِياءٌ، ولا سُمعةٌ، ولا ظُهورًا، ولا
تَعاظُمًا على النَّاسِ، وإنَّما غَرضُ الدَّاعيةِ نَفعُ النَّاسِ، وإنقاذُهم منَ
الظُّلماتِ إلى النُّورِ، هذه هيَ الدَّعوةُ إلى اللهِ، أمَّا الَّذي يدعو
ليُعظَّمَ، أو ليُجَلَّ، أو لِيُحترَمَ، أو لِيُعطَى مالاً، أو ليَترأَّسَ، أو
يدعو إلى حِزْبِه، أو إلى جماعةٍ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد