×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

والتَّورَاةُ ممْلُوءَة مِنَ الصِّفَات المُطَابقَة للصِّفَات المَذْكورَة فِي القُرْآنِ والحَدِيثِ، ولَيْس فِيهَا تَصرِيحٌ بالمَعادِ كمَا فِي القُرْآنِ، فإذَا جازَ أنْ نتَأوَّل الصِّفَات الَّتِي اتَّفقَ علَيْها الكتَابان، فتَأْوِيل المَعاد الَّذِي انْفَرَد بهِ أحَدُهُمَا أوْلَى، والثَّانِي ممَّا يُعلَمُ بالاضْطِرَارِ مِن دِينِ الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّه باطِل، فالأوَّلُ أوْلَى بالبطْلاَنِ.

****

 لَكن يُريدُون بذَلِك تكذِيب الرسول صلى الله عليه وسلم والسخْريَة بهِ. وعابهُم علَى قَولِهم: إنَّ اللهَ خَلقَ السموَاتِ والأرْضَ فِي ستَّة أيَّام أوَّلُها يَوْم الأحَد وآخِرُها يَوْم الجمُعة، واستَرَاحَ يَوْم السبت، ورَدَّ اللهُ علَيْهِم بقَوْلِه:﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ [ق: 38]، ولَمْ يَردَّ علَيْهم فِي إثْباتِهم الأَسمَاء والصِّفَات، وإنَّمَا رَدَّ علَيْهم فِي إثْباتِ النَّقَائِص فِي حَقِّ اللهِ عز وجل.

لأنَّ التَّورَاة مِن عنْد اللهِ، والقُرْآن مِنْ عنْد اللهِ، فهُمَا متَطَابقَان، فالتَّورَاة ممْلُوءَة مِنْ ذِكر الأَسمَاء والصِّفَات مِثْل القُرْآن، والمُعتَزِلَة أنْكرُوا الأَسمَاء والصِّفَات، فِي حِينِ أنَّ مَا فِي القُرْآنِ مِن ذِكر البعث أكثَر مِمَّا فِي التَّورَاة مِنْ ذِكر البعث.

الثَّانِي«هُوَ إنْكار البعث» باطِل بلاَ شَك، لكنَّه أخَفُّ مِن إنْكار الأَسمَاء والصِّفَات، وإنْ كانَ باطِلاً، فالباطِل يتَفَاوَت، بعضُه أشَدُّ مِنْ بعض، فإنْكار الأَسمَاء والصِّفَات أعظَم مِنْ إنْكار البعث.


الشرح