فإنَّما
بيَّنْت أنَّ عَيْن تَأوِيلاَتهم هِيَ عَيْن تَأوِيلاَت المرِّيسي، ويدلُّ عَلَى
ذَلِكَ كتَابِ الرَّد الَّذي صنَّفه عثْمَان بن سَعِيد الدَّارميِّ ([1]) أحدُ
الأئِمَّة المشَاهِير في زَمَان البُخَاريِّ، صنَّفَ كتَابًا سمَّاه: «ردُّ
عُثمَان بن سَعِيد عَلَى الكَاذِب العَنِيدِ فِيمَا افْتَرَى عَلَى اللهِ في
التَّوْحِيد».
****
يقُولُونَ بالمُوازَنَات،
ويُريدُونَ أنْ يغَطُّوا الأخْطَاءَ الَّتي عِنْد بعْضِ النَّاسِ، وهَذَا غشٌّ
للمُسْلِمِينَ وترْوِيجٌ للبَاطِل.
التَّأوِيلاَت الَّتي في كُتُب الأشَاعِرَة، وكُتُب المُعْتَزِلة، وكُتُب المَاترِيدِيَّة، هِيَ تَأوِيلاَت المَرِّيسي الَّذي هو رَأسُ الضَّلاَلَة. عثْمَان بنُ سَعِيد الدَّارمي رحمه الله مِنْ أئمَّة أهلِ السُّنَّة ومِنَ المُحدِّثِينَ، ردَّ عَلَى هَذَا الخَبِيثِ بِشْر المرِّيسيِّ برَدٍّ حَافِلٍ جَيِّدٍ، وبأسْلُوبٍ قَويٍّ، والكِتَابُ مَطْبُوعٌ، واسْمُه: «ردُّ عثْمَانَ بنِ سَعِيد عَلَى بِشْر المرِّيسيِّ العَنِيد فِيمَا افْتَرَى عَلَى الله في التَّوحِيد».
([1])هو: عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد، الإمام العلامة الحافظ الناقد أبو سعيد التميمي الدارمي السجستاني صاحب « المسند الكبير » والتصانيف، ولد قبل المائتين بيسير، لَهُ ردٌّ عَلَى المرِّيسيِّ والجهمِيَّة، وَهُو الَّذي يشير إليه شيخ الإسْلاَم هنا، وَهُو مطبوع باسم « رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد »، أو « نقض عثمان بن سعيد علي بشر المريسي العنيد ».
انظر: « تاريخ دمشق » (38/ 361)، و« سير أعلام النبلاء » (13/ 319)، و« طبقات الشافعية الكبرى » (3/ 302)، و« طبقات الحفاظ » للسيوطي (ص 277).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد