﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى
ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ٦١فَكَيۡفَ إِذَآ
أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ
بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا ٦٢﴾ [النساء:
61- 62].
فإنَّ هَؤُلاَءِ إذَا دُعُوا إلى مَا أنْزَلَ اللهُ من الكِتَاب وإلى
الرَّسُولِ -والدُّعَاء إليه بَعْد وَفَاتِه هو الدُّعَاء إلى سُنَّتِه- أعْرَضُوا
عن ذَلِكَ وهُم يقُولُون: إنَّا قَصَدْنا الإحْسَان عِلْمًا وعمَلاً بهَذِهِ
الطَّرِيقِ الَّتي سَلَكْنَاها، والتَّوْفِيق بَيْن الدَّلاَئِل العَقلِيَّة
والنَّقْلِيَّة.
****
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ
إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ ُ﴾ [النساء: 61]،
وَهُو القُرآنُ﴿وَإِلَى ٱلرَّسُولِ﴾وهَوُ: السُّنَّة
النَّبوِيَّة بعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم﴿رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ﴾والمُنَافِقُ هوَ: الَّذي
يدَّعِي الإيمَانَ ويُبطِنُ الكُفْرَ﴿يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ﴾، يصُدُّونَ: يُعرِضُونَ،
والصَّادُّ هوَ الَّذي يُمِيلُ عُنُقَه مِنَ الكِبْر، وَهُو يَزْعُم أنَّه
مُؤْمِنٌ، فإذَا كُشِفَ أمْرُهُمْ، وافْتُضِحُوا جَاءُوا يَعتَذِرُونَ إلى
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ تعَالَى:﴿فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ﴾ أنْزَلَ اللهُ
بِهِمْ عُقُوبَة، وكَشَفَ أمْرَهُم، وفَضَحَ سِرَّهُم﴿بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ﴾يَعْنِي: الرَّسُولَ
صلى الله عليه وسلم﴿يَحۡلِفُونَ
بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا﴾مَا قَصَدْنَا
بمُخَالَفَتِكَ الضَّلاَلَ والكُفْرَ، وإنَّمَا اجْتَهَدْنَا، قَصَدْنَا
الإحْسَانَ إلى النَّاسِ والصُّلْحَ بَيْنَهُمْ.
فالمُتَكَلِّمون والفَلاَسِفَة الَّذِينَ يأخُذُونَ العَقَائِد مِن غَيْر الكِتَاب والسُّنَّة لهُمْ شَبَه بالمُنَافِقِينَ الَّذِينَ عَلَى عهْدِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، والقُرآنُ نَزَلَ إلى آخِرِ الزَّمَانِ يَحْكُم في القَضَايَا.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد