×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

مَع أنَّه باطِل، وإلَى اعتِقَادِ مَعادِ الأبدَانِ مَع أنَّه باطِل.

ويُخبرُهُم بأنَّ أهْلَ الجنَّة يأكلُونَ ويشْرَبونَ مَع أنَّ ذَلِك باطِل؛ لأنَّه لاَ يُمْكن دَعوَة الخَلْقِ إلاَّ بهَذِه الطَّرِيقِ الَّتِي تتَضَمَّن الكذِب لمَصْلَحِة العبادِ. فهَذَا قَوْل هَؤلاَءِ فِي نُصُوصِ الإِيمَانِ باللهِ واليَوْم الآخِرِ.

وأمَّا الأعمَالُ فمِنْهُم مَنْ يُقِرُّهَا، ومِنْهُم مَنْ يُجرِيها هَذَا المَجرَى، ويقُولُ: إنَّمَا يُؤْمَر بهَا بعضُ النَّاس دُونَ بعض.

ويُؤْمَر بهَا العامَّة دُونَ الخَاصَّة،

****

ويقُولُونَ: لَيْس هُنَاك بعث، لَكن الرسول أخْبر عنِ البعثِ مِنْ أجلِ أنْ يُرْدِع النَّاس عنِ الأخْلاَقِ السيِّئَة، فكذِب علَيْهم مِنْ باب التَّخْوِيفِ لَهُم.

يقُولُونَ: الرسول فَعلَ هَذَا مِنْ أَجلِ مَصلَحَة الخَلْقِ، لاَ يُمكنُ دَعوَتُهم إلاَّ بطَرِيقَة التَّخْييلِ؟ ولذَلِك جاءَ بهَا.

مَا سبقَ بيَانُه عنْهُم إنَّمَا هُوَ فِي أمْرِ العقِيدَةِ، أمَّا الأعمَالُ وهِيَ: الصَّلاَةُ، والصِّيامُ، والحَج، والطَّاعة، فمِنْهُم مَنْ يُنكرُهَا، ومِنْهُم مَنْ يُقِرُّهَا مِنْ أجلِ مصْلَحَةِ العوَامِّ، أمَّا الخَوَاصُّ فَلاَ يحْتَاجونَ للعبادَةِ؛ ولذَلِك غُلاَةُ الصُّوفيَّة لاَ يصُومُونَ، ولاَ يُصَلُّونَ، ولاَ يَحُجونَ، ولاَ يُحَرِّمُون شَيْئًا، بل يَستَبيحُونَ المُحَرَّمَاتِ، ويقُولُونَ: التَّحْلِيلُ والتَّحْرِيمُ للعوَامِّ، أمَّا الخَوَاصُّ فلَيْس علَيْهم تَحْلِيل ولاَ تَحْرِيم؛ لأنَّهُم عرفُوا الحقَّ، ولاَ يحْتَاجونَ إِلىَ التَّحْلِيلِ والتَّحْرِيمِ.

الخَاصَّة عنْدَهُم هُم: الأوْلِيَاء، والأقْطَاب الَّذِينَ وصَلُوا إِلىَ اللهِ؛ فَلاَ يحْتَاجونَ إِلىَ رُسل، ولاَ يحْتَاجونَ إِلىَ شَرِيعة، ولاَ يَحْرُمُ علَيْهِم شَيْء، ولاَ يَجب علَيْهِم شَيْء.


الشرح