فكيفَ يكونُ ذلكَ الكِتابُ،
وذلك الرَّسولُ وأفضلُ خَلقِ اللهِ بعدَ النَّبيِّينَ لم يُحْكِمُوا هذا البابَ
اعتِقادًا وقَوْلاً؟!
****
الرِّقُّ الَّذي خُلِقُوا له: عبادةُ اللهِ وحْدَه لا
شريكَ له، وهيَ الَّتي فيها صلاحُهم ونَجاحُهم وخيرُهم، فلما تَركُوها، ابتُلُوا
بعِبادةِ الشَّيطانِ والنَّفسِ، وهذا هو الذُّلُّ والهَوَانُ، وقد قالَ اللهُ
تعالى﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ
إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، وقالَ جل وعلا:﴿۞نَبِّئۡ
عِبَادِيٓ أَنِّيٓ أَنَا ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٤٩ وَأَنَّ
عَذَابِي هُوَ ٱلۡعَذَابُ ٱلۡأَلِيمُ ٥٠﴾ [الحجر: 49- 50].
هذه هيَ النَّتيجةُ من كلامِ الشَّيخِ، والَّذي سبقَ كُلُّه مُقدِّماتٌ لها، يقولُ: إذا كان الأمْرُ كذلك«فكيفَ يكونُ ذلكَ الكِتابُ»، وهو القُرآنُ«وذَلكَ الرَّسولُ»، وهو محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِه«وأفْضَلُ خَلقِ اللهِ بعدَ النَّبيِّينَ»، وهمُ الصَّحابةُ، كيفَ أنَّ الكِتابَ والسُّنَّةَ لم يُبَيِّنا العقيدةَ الصَّحيحةَ؟! وكيفَ يكونُ هؤلاءِ لم يَعرفُوا بابَ الأسماءِ والصِّفاتِ اعتِقادًا وقَوْلاً وعَمَلاً؟! هذا ردٌّ على الَّذين يَتَّهِمُون الصَّحابةَ بأنَّهم لم يَعرِفوا معانيَ هذه الأسماءِ والصِّفاتِ، وإنَّما الجَهْمُ بنُ صَفوانَ وأضرابُه همُ الَّذين عَرَفُوا معانيَها، وبَيَّنُوها، وكانت من قَبلُ مُغلقَةً لم يَعْرِفْها النَّاسُ، وإنَّما يُردِّدُون كلامًا لا يَفْهمون معناهُ، سُبحانَ اللهِ.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد