﴿ وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ
ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦ أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي
لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ
وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧﴾ [غافر:
36- 37]﴿تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت:
42]﴿مُنَزَّلٞ مِّن رَّبِّكَ﴾[الأنعام: 114]، إِلَى أمثال
ذلك مما لا يكاد يحصى إِلاَّ بكلفة.
****
وقد أَبطلَ شَيخُ الإسلامِ هذا التَّفسِيرَ مِن عِشرِين وَجْهًا فِي رسالةٍ
مُستَقِلَّةٍ.
هذا فِي سياقِ قِصَّة تَجبُّرِ فِرعونَ ومُكابَرتِهِ، وأنَّهُ قالَ لهامانَ
وَزِيرِه﴿ٱبۡنِ لِي
صَرۡحٗا﴾[غافر: 36] يعني: بِناءً مُرتفِعًا؛ لِيصْعَدَ عليهِ،
وَيَبحثَ عنِ اللهِ، فدَلَّ عَلَى أنَّ مُوسَى أَخبرَ فِرعونَ أنَّ اللهَ فِي
السَّماءِ، وأرادَ فِرعونُ أَنْ يُكَذِّبَهُ، ويَتظاهَرَ أمامَ النَّاسِ
بِتَكْذِيبِ مُوسَى، وأنَّهُ سَيصعَدُ عَلَى الصَّرحِ، ويبحثُ عَن اللهِ، فهو
أرادَ أن يُمَوِّهَ عَلَى النَّاس، وأنْ يُظْهِرَ كَذِبَ مُوسَى عليه السلام
بِزَعْمِه.
والنُّزُولُ لا يكونُ إِلاَّ مِنْ أعَلَى إِلَى أَسْفَلَ، فَدَلَّ ذلك
عَلَى عُلُوِّ اللهِ؛ لأنَّ القرآنَ نَزلَ مِنهُ.
مِثْلُ:﴿أَنزَلَ ٱللَّهُۗ َ﴾[الأنعام: 93]،
كُلُّها تَدلُّ عَلَى عُلُوِّ اللهِ.
إِلَى أمثالِ هذهِ الآياتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى عُلُوِّ اللهِ سبحانه وتعالى عَلَى مَخلُوقاتِهِ واستوائِه عَلَى عَرشِهِ، مِمَّا لا يُحصَى فِي القرآنِ إِلاَّ بِكُلْفَةٍ؛ ولهذا ذَكَرُوا أنَّ أدِلَّةَ العُلُوِّ بلغَت الألْفَ ([1]).
([1])انظر: مجموع الفتاوى (5/ 121)، واجتماع الجيوش الإسلامية ص (321).
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد