وتَفْسيرٌ
لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ عز وجل، مَنِ ادَّعى علْمَه فَهُوَ كاذِب» وهَذَا كمَا
قَالَ تَعالَى:﴿ فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسٞ مَّآ أُخۡفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡيُنٖ
جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾[السجدة: 17]، وقَالَ
النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ
الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى
قَلْبِ بَشَرٍ» ([1]).
وكذَلِك علْم الساعة ونَحْو ذَلِك،
****
الَّذِي لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ
هُوَ كيْفِيَّة الأَسمَاء والصِّفَات، كيْفِيَّة مَا فِي الجنَّة، كيْفِيَّة مَا
فِي الآخِرَةِ، هَذَا لاَ يَعلَمُه إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، ومَنِ ادَّعى
علْمَه، فَهُوَ كاذِب.
أيْ: لاَ يَعلَم كيْفِيَّة مَا أعدَّ اللهُ لِعبادِه المُؤمِنِينَ فِي
الجنَّة إلاَّ اللهُ، لَكنَّ اللهَ أعطَانَا أشْيَاءَ نعرِفُها مُجمَلَةً مثْل:
الفَاكهَة، والحَرِير، والعسل، فالعسلُ مَعرُوفٌ عندَنَا، لكنَّ عسلَ الجنَّة
لَيْس مِثْل عسل الدُّنْيَا، اللَّبنُ عنْدنَا مَوجود، لَكنَّ لَبنَ الجنَّة لَيْس
مِثْل لَبنِ الدُّنْيَا.
لاَ يَعلَمُ حَقِيقَة مَا أعدَّ اللهُ لعبادِه فِي الجنَّة علَى الكمَالِ
إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى، وإنْ أخْبرَهُم عنْها فِي الدُّنْيَا بأسمَائِهَا
ومَعانِيهَا، لكن حَقِيقَتها لاَ يعلَمُها إلاَّ اللهُ سبحانه وتعالى.
هُوَ سبحَانَهُ أخْبرَنا أنَّ الساعة ستَقُوم، والساعة هِيَ نِهَايَة الدُّنْيَا وبدَايَة الآخِرَةِ، لَكن متَى تَقُومُ؟ اللهُ أعلَمُ، لاَ يعلَمُها نبيٌّ مُرْسلٌ، ولاَ مَلَك مُقَرَّب، فَلاَ يَعلَم وَقْتَ قِيَامِ الساعة إلاَّ اللهُ؛ لأنَّه لَيْس لنَا مَصْلَحة مِنْ مَعرِفَة قيَامِها، وإنَّمَا المَصْلحَة فِي أنَّنا نعرِفُ أنَّه لاَ بدَّ مِن قيَامِ الساعة؛ فنَعمَل لَهَا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3244)، ومسلم رقم (2824).
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد