×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

وكَانَ فِيهِمْ خَلْقٌ كثِيرٌ مِنَ الصَّابِئَة والفَلاسِفَة، بقَايَا أهْل دِينِ النَّمْرُودِ ([1])، والكَنْعَانِيِّين ([2]) الَّذِينَ صنَّف بعْضُ المتَأخِّرِينَ في سِحْرِهِمْ.

والنَّمرُودُ هو: مَلِكُ الصَّابِئَة الكنْعَانيِّين المُشْرِكِينَ، كمَا أن كِسْرَى مَلِكُ الفُرْس والمَجُوس، وفِرْعَون مَلِك القِبْط الكُفَّار،

****

 أيْ: فِي أهْلِ حَرَّانَ أخْلاَطٌ مِنْ أصْحَابِ المِلَلِ الكُفريَّة تلقَّى الجَعْد مقَالَتَه عَنْهُم.

وَهُو الرَّازِي، حَيْثُ صنَّف كتَابًا قَبيحًا اسْمُه: «السِّرُّ المَكْتُوم في مخَاطَبَةِ النُّجُوم» ([3]).

مَنْ مَلَكَ الفرْسَ يُقالُ لَه: كِسْرَى، ومَنْ مَلَكَ الرُّومَ


الشرح

([1])هو النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح، كان أحد ملوك الدنيا استمر في ملكه أربعمائة سنة، ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له، حاجَّ إبراهيم الخليل في ذَلِكَ وادَّعى لنفسه الرُّبوبيَّة. انظر: « تاريخ الطبري » (1/ 142)، و« المعارف » لابن قتيبة (ص 31)، و« البداية والنِّهاية » (1/ 148).

([2])نسبة إلى كنعان بن سام بن نوح، قوم من العتاة الجبابرة كانوا يسكنون الشَّام ويعبدون الكواكب السبعة، انظر: « البداية والنهاية » (1/ 140)، و« البدء والتاريخ » (3/ 27)، و« المنتظم » لابن الجوزي(1/ 251).

([3])قال ابن كثير في « تفسيره » (1/ 146): « قد ذكر أبو عبد الله الرَّازي أن أنواع السِّحر ثمانية: الأوَّل: سحر الكذَّابين، والكشدانيِّين الَّذِينَ كانوا يعْبُدونَ الكَواكِبَ السبعة المتحيرة وهي السيارة، وكانوا يعتقدون أنها مدبرة العالم وأنها تأتي بالخير والشر، وهم الَّذِينَ بعث الله إليهم إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم مبطلاً لمقالتهم ورادًّا لمذهبهم وقد استقصى في كتاب « السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم » المنسوب إليه كما ذكرها القاضي بن خَلِّكَان وغيره، ويقال: إنه تاب منه، وقيل: بل صنَّفه عَلَى وجه إظهار الفضيلة لا عَلَى سبيل الاعتقاد وهذا هو المظنون به » ا هـ.