﴿ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران:
55]،﴿يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يَعۡرُجُ
إِلَيۡهِ﴾ [السجدة: 5]،﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن
فَوۡقِهِمۡ﴾ [النحل: 50]،﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ فِي ستة
مواضع ([1])،﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5].
****
قولُه سبحانه للمَسِيحِ عليه
السلام لمَّا مَكرَ به اليهودُ، وأرادُوا أَنْ يَقتلُوه.
﴿ يُدَبِّرُ﴾اللهُ سبحانه وتعالى﴿ٱلۡأَمۡرَ﴾مِن أَوامِرِه
الكَونِيَّةِ والشَّرعِيَّةِ﴿مِنَ ٱلسَّمَآءِ﴾أي: يَنزِلَ الأَمْرُ إِلَى الأرضِ مِنَ اللهِ فِي
السَّماءِ، ثُمَّ يَصعَدُ إليهِ، وفِي هذا دَلِيلٌ عَلَى أنَّهُ سُبحانَهُ وتعالى
فِي السَّماءِ؛ لأنَّ النُّزُولَ يكونُ مِن أعَلَى.
لما ذكرَ سُجودَ المَخلُوقاتِ له قال:﴿يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ﴾ هذا فيه إثباتُ
الفوقِيَّةِ لله عز وجل.
فِي سِتَّةِ مواضِعَ مِنَ القُرآنِ كُلِّهَا بِلَفْظِ:﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف: 54]
يعني: ارتفعَ عليهِ سبحانه وتعالى، وعلا عليه، وصَعِدَ عليه. والاستواءُ صِفةٌ مِن
صفاتِ الأفعالِ، أمَّا العُلُوُّ فهو صِفةُ ذاتٍ، فَهُنا فَرْقٌ بَينَ العُلُوِّ
والاستواءِ:
العُلُوُّ: صِفَةُ ذاتٍ مُلازِمَة للهِ عز وجل. وأمَّا الاستواء: فهو صِفة فِعلٍ يَفعَلُه إذا شاءَ؛ وَلِهذا قالَ:﴿خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الأعراف: 54] رَتَّبَهُ بـ«ثُمَّ» الَّتِي هِيَ للتَّراخِي، فالاستواءُ صِفةُ فِعْلٍ يَفعَلُها سبحانه وتعالى مَتَى شاءَ، أمَّا العُلُوُّ فهو صِفَةُ ذاتٍ لازمة لله سبحانه وتعالى، لا يكونُ سبحانه وتعالى إلاَّ فِي العُلُوِّ.
([1])هي: الأعراف: 54، يونس: 3، الرعد: 3، الفرقان: 59، السجدة: 4، الحديد: 4).
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد