أرْسلَ الرُّسلَ لقَطْعِ
الحُجَّةِ ﴿رُّسُلٗا
مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ
بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا﴾ [النساء: 165]،
واللهُ لا يُعذِّبُ أحَدًا إلاَّ بَعْدَ إرسالِ الرُّسلِ ﴿وَمَا
كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا﴾[الإسراء: 15]،
فاللهُ أرسلَ هذا الرَّسولَ -كإِخْوَانِه منَ النَّبيِّينَ- شاهِدًا على النَّاسِ،
ومُبشرًا لأهْلِ الإيمانِ بالخَيرِ والجَنَّةِ، ونَذيرًا لأهْلِ الشَّرِّ
والشِّركِ والكُفرِ بأنَّ لهمُ النَّارَ إنْ لم يَتوبوا إلى اللهِ، فكُلُّ رسولٍ
يَشهَدُ على أمَّتِه خاصَّةً، وهذا النَّبيُّ يشهَدُ على النَّاسِ كافَّةً؛
لعُمومِ رِسالَتِه، ﴿وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّه﴾ [الأحزاب: 46]، من
مُهمَّةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم أنَّه يدعو النَّاسَ إلى الإيمانِ
والتَّوحيدِ ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ
سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف: 108]، ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ
رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ﴾ [النحل: 125]،
فالرَّسولُ هو رأسُ الدُّعاةِ إلى اللهِ عز وجل، بإِذْنِه أي: بشَرْعِه، لا يجوزُ
لأحَدٍ أن يَدعوَ النَّاسَ بغَيرِ دليلٍ، وبغيرِ علمٍ وشَرْعٍ منَ اللهِ عز وجل،
بل لابُدَّ أنْ يكونَ الدَّاعيةُ مُتسلِّحًا بالعِلمِ، وإلاَّ كيف يدعو النَّاسَ
وهو جاهِلٌ؟! وإذا دعاهُم وهو جاهِلٌ، فإنَّه يُضِلُّهم، أمَّا إذا دعاهم عَن
عِلْمٍ وبَصيرَةٍ، فإنَّه يَدُلُّهم على الطَّريقِ الصَّحيحِ، لأنَّ هذا العِلْمَ
نُورٌ.
«وَسِرَاجًا مُنِيرًا» يُنيرُ الكَونَ بعِلْمِه ودَعْوَتِه مِن ظُلماتِ الشِّركِ والكُفرِ، فهو يُنيرُ هذا الكَونَ للنَّاسِ، فيَسيرُون على بَصيرةٍ ونُورٍ، مِثْلُ الشَّمسِ قالَ تَعالى: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجٗا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَٰجٗا وَقَمَرٗا مُّنِيرٗا﴾[الفرقان: 61]، السِّراجُ هو الشَّمسُ. واللهُ جعلَ الشَّمسَ سِراجًا؛ تُنيرُ هذا الكَونَ بعدَ الظُّلماتِ، كذلك هذا الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم جاءَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد