وإن كانتْ خارجةً عن كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِه، فهي بِدعةٌ، «وَمَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وأعظَمُ من ذلكَ الشِّركُ، وعبادةُ القُبورِ، كثيرٌ منَ الَّذينَ يَدَّعُون الإسلامَ الآنَ يَعبُدون القُبورَ، ويَعبُدون الأمواتَ، ويقولون: هذا هو التَّوحيدُ، وهذا من تَعظيمِ الصَّالِحينَ ومَعرفَةِ قَدْرِهم، ونحنُ نقولُ: هذا شِرْكٌ باللهِ عز وجل، وعبادةٌ لغيرِ اللهِ، أينَ نَرجِعُ في نِزاعِنا هذا؟ نَرجعُ إلى كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، الكتابُ والسُّنَّةُ يشهدانِ على أنَّ مَن عَبَدَ غيرَ اللهِ، فهُو مُشرِكٌ، حيًّا كانَ أو ميِّتًا، شَجرًا كان أو حَجرًا أو مَلكًا أو نبيًّا أو صالحًا،﴿فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا﴾ [الجن: 18]، كائِنًا مَن كانَ، العِبادَةُ حقٌّ للهِ سبحانه وتعالى، والعِبادةُ هي الَّتي خُلِقَ الخَلقُ منْ أجْلِهَا،﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] فهيَ حقُّ اللهِ على عِبادِه، فإذا أخَذْتَ حقَّ اللهِ وأعطَيْتَه لغَيرِه، وعَبدْتَ غيرَه، فإنَّك تكونُ مُشرِكًا كافِرًا، فيَجبُ التَّنبُّهُ لهذا الأمْرِ، أنْ نَرجِعَ في نِزاعاتِنا وخُصومَاتِنا واختِلافاتِنا كلِّها إلى كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وأهمُّ ذلكَ أمْرُ العقيدةِ، لا نَرجعُ إلى رأي فُلانٍ وقولِ فلانٍ، وعقولِ النَّاسِ، ليس لنا طريقٌ إلا هذا، فالَّذي يَدعونا إلى غيرِ ذلك يَدعُونا إلى الضَّلالِ، ويُخرِجُنا منَ النُّورِ إلى الظُّلماتِ، كما قالَ تَعالى:﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ﴾ [البقرة: 257] يُخرِجُونهم مِن اتِّباعِ الكِتابِ والسُّنَّةِ إلى اتِّباعِ غَيرِهما، وهذهِ ظُلماتٌ،«والكتابُ» هو: القُرآنُ.«والحِكمةُ» هي: سُنَّةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد