×
اَلتَّعْلِيقَاتُ اَلتَّوْضِيحِيَّةُ عَلَى مُقَدِّمَةِ اَلْفَتْوَى اَلْحَمَوِيَّةِ

 الضَّلالِ: إنَّهُم لا يُؤمِنونَ بالصِّفاتِ، فلمَّا كانوا لا يُؤمِنونَ بصِفاتِ اللهِ، وهذه النُّصُوصُ ظاهِرُها أنَّها تُثْبِتُ الصِّفاتِ، حاولُوا أنْ يَصرِفُوها عن ظاهِرِها، ويَلْوُوا أعناقَ النُّصُوصِ؛ حتَّى تُوافِقَ أهواءَهُم. هذه طريقةُ كُلِّ ضالٍّ فِي العالَمِ.

فسببُ ضَلالِهم التَّعطِيلُ، وهو: نفْيُ الصِّفاتِ عنِ اللهِ عز وجل؛ حيثُ لا يَعتقدُونَ أنَّ للهِ صِفَةً، ويقولونَ: هو الذَّاتُ المُجرَّدَةُ الَّتِي لا تُوصَفُ بِوَصْفٍ، لكنْ لمَّا كانتِ النُّصُوصُ ظاهِرَةً فِي إثباتِ الصِّفاتِ للهِ، ماذا يعملونَ؟ لأنَّهُم لا يَستطِيعُونَ تكذيبَ ألفاظِها، فَلَجؤُوا إِلَى تأويلِها، بَدلاً من التَّكذِيبِ بألفاظِها، فحرَّفُوا فِي المَعْنَى، وغَيَّرُوهُ عن وَضْعِه، خُروجًا مِن المَأزِقِ الَّذِي وَقعُوا فيه، لكنَّهُم خرجُوا من مَأْزِقٍ، ووقَعُوا فِي مَأزِقٍ أشَدَّ مِنهُ.

الشُّبهةُ الثَّالِثة: يقولونَ: لو أَثبَتْنَا هذه النُّصُوصَ، وهي موجودةٌ فِي الخَلْقِ: كالسَّمعِ، والبصرِ، والكلامِ، والقُدرَةِ، واليَدِ، والوَجْهِ، لو أثْبَتْنَا هذا لَشَبَّهْنَا اللهَ بِخَلْقِه؛ لأنَّ هذه الصِّفاتِ موجودةٌ فِي الخَلْقِ، فدلَّ عَلَى أنَّ هذه النُّصُوصَ لا تَدلُّ عَلَى صفاتِ اللهِ؛ لِئَلاَّ تُشَبِّهَ اللهَ بخَلْقِهِ، والجوابُ عَن هذِهِ الشُّبْهَة أنَّ نقولَ: هذه الصِّفاتُ موجودة فِي الخَلْقِ جِنْسُها، واللهُ وصفَ بها نَفْسَه، وهو أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ سبحانه وتعالى، فدلَّ عَلَى أنَّ صفاتِ اللهِ غَيْرُ صفاتِ الخَلْقِ، وأنَّهُ لا تَشابُهَ بينَها، وإنِ اشتركَتْ فِي اللَّفظِ والمَعنى، فهي لا تَشتَرِكُ فِي الحقيقةِ والكَيفِيَّةِ، فَلِلَّهِ صفاتٌ تليقُ بهِ سبحانه وتعالى لا يَعلَمُ كَيفِيَّتَها إِلاَّ هُو، وللمَخلُوقينَ صفاتٌ تليقُ بهم، ليسَ


الشرح