كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِه
اللذينِ بهمُ العِصمَةُ مِن الاختلافِ! كما قال تعالى:﴿وَٱعۡتَصِمُواْ
بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ﴾ [آل عمران: 103]،﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي
شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ﴾[النساء: 59]، هؤلاء لا يَردُّونَ اختلافَهُم إِلَى
الكتابِ والسُّنَّةِ، وإِنَّما يَردُّونَهُ إِلَى عَقلِيَّاتِهِم، فاختَلَفُوا،
واضطربُوا فيما بينَهُم، وهذا موجودٌ فِي كُتُبِهم، فهي مَشحونةٌ بالاختلافِ
والاضطرابِ فِي هذا البابِ.
كيفَ يكونُ هؤلاءِ المتأخِّرونَ الَّذِينَ لا عِلْمَ لهم بالكتابِ والسُّنَّةِ، ولم يَتلقَّوْا عِلمَهُم عن المصادرِ الصَّحِيحةِ، وإِنَّما تلقَّوْهُ مِما عِندَهُم مِن عِلْمِ الكلامِ والمَنطقِ، كيفَ يكونونَ أَفضَلَ مِن السَّلَفِ، وأَعْلَمَ مِن السَّلَفِ؟! وهم لم يَعرِفوا الدِّينَ، ولم يَعرِفُوا اللهَ عز وجل؛ حيثُ أنكَرُوا أسماءَهُ وصِفاتِه، هذا جَهلٌ باللهِ عز وجل، فإذا كانَ اللهُ ليسَ له سَمْعٌ، ولا بَصرٌ، ولا وَجْهٌ، ولا يَدٌ، ولا صِفاتٌ، إذًا ماذا يكونُ؟ تَعالَى اللهُ عمَّا يَقُولُونَ؛ ولهذا تَراجَعَ بعضُهم، وهذهِ شهاداتٌ مِن أَقطابِهم عَلَى حِيرَتِهم، وعَلَى اضطرابِهم ساقَها الشَّيخُ فيما يأتي:
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد