لَقدْ تأَمَّلْتُ
الطُّرُقَ الكَلامِيَّةَ والمناهِجَ الفَلسفِيَّةَ، فما رأيتُها تَشْفِي عَلِيلاً،
ولا تَرْوِي غَلِيلاً، ورأيتُ أقْرَبَ الطُّرُقِ طريقَةَ القُرآنِ، أَقْرأُ فِي الإثباتِ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]،﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ﴾ [فاطر:
10]، وأَقْرَأُ فِي النَّفْيِ﴿ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾[الشورى:
11]،﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110]،
ومَنْ جَرَّبَ مِثْلَ تَجرِبَتِي عَرَفَ مِثْلَ مَعرِفَتِي. ا هـ،
****
وهذهِ شَهادةٌ لأهلِ السُّنَّةِ؛ فهو ما وجد أَسْلَمُ، ولا أَتْقَى مِن طرِيقتِهِم، ولا أصَحُّ مِن الاستدلالِ بالقرآنِ، يَقرأُ فِي إثباتِ الصِّفَةِ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]، ويُؤمِنُ بها، ويقرأُ فِي نَفْيِ المُشابَهَةِ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]، فيُثْبِتُ للهِ صِفات الكمالِ الَّتِي أثبتَها لِنَفْسِه أو أَثْبَتَها له رَسولُه عَلَى حَقِيقَتِها، ويَنفِي عنِ اللهِ المُشابَهَة الَّتِي ظَنُّوا أنَّ مَن أَثْبَتَ الصِّفاتِ يَصِيرُ مُشَبِّهًا، فلا تَنافِي بينَ قولِه:﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾، وقوله:﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ﴾، ومن جرَّبَ ذلك، عَرفَ الحَقَّ، وسَلِمَ مِن الباطلِ الَّذِي وقعتْ فيهِ المُعطِّلَةُ للصِّفاتِ.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد