وألا نغتر بالفرق وكثرتها، ونقول: ليس كل هؤلاء على ضلال. فأهل الضلال
كثيرون، وأهل الحق قليلون، فلا نغتر بالكثرة، بل علينا أن ننظر ما عليه الناس، ما
كان حقًا أخذناه، ولو لم يكن عليه إلاّ واحد، أو لم يكن عليه أحد، وما كان ضلالاً
تركناه، ولو كان عليه أكثر الناس،﴿ وَمَآ
أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ﴾ [يوسف: 103]،﴿ وَمَا وَجَدۡنَا
لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ﴾ [الأعراف: 102]،﴿ وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن
فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾ [الأنعام: 116]،
فالعبرة ليست بالكثرة، هذا دليل على أن الكثرة لا عبرة بها إذا كانت على غير حق،
وأنَّ القلة لا تزهد في الحق، ولو كان عليه واحد أو جماعة قليلة، لأنَّ بعض الناس
يغتر بالكثرة، ويزهد بالحق إذا كان ما عليه إلاّ قلة، والرّسول ذكر لنا الخلاف،
وذكر لنا طريق النجاة، قال: «مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنا عَلَيَه وَأَصْحَابي»،
وهذا أيضًا في الأسماء والصفات والتوحيد، من كان على ما كان عليه الرسول وأصحابه
في التوحيد والصفات، فهو من الفرقة الناجية، ومن كان مع الفرق المنحرفة في الأسماء
والصفات، فهو من الفرق الضالة.
فهذا الحديث من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أخبر عن شيء قبل حصوله وحصل. والغرض من ذلك التحذير عند حدوث الفرقة من الذهاب مع الفرق، والحث على الثبات على الحق، ولو كان ما عليه إلا قلة. وأيضًا فيه: الحث على الصبر، لأنَّ الذي على الحق
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد