لكِنْ
كَثِيرًا مِنْهُم، أو أكْثَرُهُم كَانُوا كفَّارًا أو مُشْرِكِين، كمَا أنَّ
كَثِيرًا مِنَ اليَهُودِ والنَّصَارَى بدَّلُوا وحرَّفُوا وصَارُوا كفَّارًا أو
مُشرِكِينَ، فأوُلَئِكَ الصَّابِئُون الَّذِينَ كَانُوا إذْ ذَاكَ، كَانُوا
كفَّارًا مُشرِكِينَ وكَانُوا يَعبدُونَ الكَوَاكِبَ، ويَبنُونَ لَهَا
الهَيَاكِلَ.
****
أكْثَرُ الصَّابِئَة مُشرِكُونَ، وقَلِيلٌ مِنْهُم صَابِئَة مُوحِّدُونَ.
أصْلُ اليَهُودِ والنَّصَارَى كَانُوا عَلَى الإيمَانِ؛ لأنَّ اليَهُودَ
أتْبَاع مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَم، والنَّصَارَى أتْبَاع عِيسَى بنِ مَرْيَم
عَلَيْه السَّلاَم، لكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ حَرَّفُوا وبَدَّلُوا وغَيَّرُوا، وبَقِي
مِنْهُم بقَايَا عَلَى الدِّينِ الصَّحِيح، مِنْهُم مَنْ مَاتَ قَبْل البَعْثَة،
وكَفَرُوا، ومِنْهُم مَنْ بَقِيَ إلَى أنْ بُعِثَ مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم،
فآمَنُوا بِه، فآمَنُوا بجَمِيعِ الرُّسُل، ولذَلِكَ حَازُوا الأجْرَ العَظِيمَ.
أمَّا غَالِبُهُم فإنَّهُم حرَّفُوا ديَانَتَهُم، وغَيَّرُوهَا، وبَدَّلُوها،
وكَفَرُوا باللهِ؛ كمَا قَالَ تعَالَى: ﴿لَّقَدۡ
كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ
إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة: 73]، ﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ﴾ [البينة: 1]، ﴿وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ
عُزَيۡرٌ ٱبۡنُ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 30].
«كَانُوا إِذْ ذَاكَ» يَعْنِي عَلَى وَقْتِ الخَلِيلِ عَلَيْه السَّلاَم، كَانُوا كُفَّارًا ومُشْرِكِينَ، وَهُمْ فِي أَرْضِ بَابِلَ مِنْ أرْضِ العِرَاقِ. ومِنْهُم جَمَاعَة فِي حَرَّانَ - الَّتي قِيلَ أنَّ الجَعْدَ مِنْهَا - شَمَالي الشَّامِ.
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد