الثَّالِثُ:
أنَّ عامَّة هَذِهِ الأمُورِ قَدْ علِمَ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم جاءَ بهَا
بالاضْطِرار، كمَا علِمَ أنَّه جاءَ بالصَّلَوَاتِ الخَمْس، وصَوْم شَهْر
رَمَضَان.
****
فقَوْلُه سبحانه وتعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ
عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ﴾ [طه: 5]، صَرِيح فِي الاستِوَاء علَى العرْش، لاَ يَحتَمِل
غَيْر مَعنَى الاستِوَاء علَى العرْش، وقَوْلُه: ﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ
ٱلۡعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255] صَرِيحٌ فِي العلوِّ، وقَوْلُه: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ
عِبَادِهِۦۚ﴾[الأنعام: 18] صَرِيحٌ فِي علُوِّ اللهِ علَى خَلْقِه،
لاَ يَحْتَمِل التَّأوِيلَ،﴿وَهُوَ بِكُلِّ
شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 29] صَرِيحٌ فِي إثْباتِ العلْم للهِ، لاَ
يَحْتَمِل التَّأوِيلَ، ﴿وَهُوَ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ﴾ [المائدة: 120]، صَرِيحٌ فِي إثْباتِ القُدْرَة للهِ،
لاَ يَحْتَمِلُ التَّأوِيلَ.
الثَّالِثُ مِنَ الأمُورِ الَّتِي تُبطِلُ قَوْلَهُم: أنَّنا نَعلَم أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم جاءَ بهَذِهِ الأمُورِ، وهِيَ إثْبات الأَسمَاء والصِّفَات، وَمَا دَامَ جاءَ بهَا الرسول فالوَاجب التَّصْدِيق بهَا واتِّباعه، فالَّذِي لاَ يصدِّقُها يُكذِّب الرسول صلى الله عليه وسلم، ومَنْ كذَّب الرسول فقَدْ كفَر، الرسول صلى الله عليه وسلم جاءَ بهَذِه الأمُورِ، وهِيَ الأَسمَاء والصِّفَات، فيَجب الإِيمَانُ بهَا، كمَا أنَّه جاءَ بالصَّلاَةِ، هُم يُصلُّونَ ويصَدِّقُونَه، لمَاذَا لاَ يصَدِّقُونَه بأَسمَاء اللهِ وصِفَاته، مَع أنَّ كلاَ الأمْرَيْن جاءَ بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ فإذَا كنْتُم تنْفُونَ الأَسمَاء والصِّفَات، إذًا انْفُوا الصَّلاَةِ والزَّكاةِ والصِّيَام والحَج، وانْفُوا جمِيع الشَّرَائِع، أمَّا أنَّكم تثْبتُونَ شَيْئًا، وتنْفُونَ شيْئًا أهَمَّ مِنْه، فهَذَا مِنَ الباطِل. فالوَاجب قَبولُ كلِّ مَا جاءَ بهِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وإلاَّ يَكونُ الإنْسان ممَّن يُؤْمِن ببعضِ الكتَاب ويَكفُر ببعض، بلْ إنَّ الإِيمَان بالأَسمَاء والصِّفَات
الصفحة 2 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد