×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَقَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى: «هُوَ مُنْقَطِعٌ» يُرِيدُ أَنَّهُ لَوْ كَانَ رِجَالُهُ ثِقَاتٍ؛ فَإِنَّ إسْنَادَهُ مُنْقَطِعٌ.

وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ هَذِهِ الأَْحَادِيثَ الأُْخَرَ الْمُنَاسِبَةَ لِهَذَا فِي اسْتِفْتَاحِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِهِ، كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهُ، وَخَالَفَ فِيهِ عَامَّةَ مَا نَقَلَهُ الْمُفَسِّرُونَ وَأَهْلُ السِّيَرِ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَا قَالَهُ الْعُلَمَاءُ فِيهِ: مِنْ أَنَّهُ مَتْرُوكٌ إمَّا لِتَعَمُّدِهِ الْكَذِبَ، وَإِمَّا لِسُوءِ حِفْظِهِ، وَتَبَيَّنَ أَنَّهُ لاَ حُجَّةَ لاَ فِي هَذَا وَلاَ فِي ذَاكَ. وَمِثْلُ ذَلِكَ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا عَلَيْهِ: «إنَّهُ لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ، أَسْأَلُك بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْت لِي، قَالَ: وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: لأَِنَّك لَمَّا خَلَقْتنِي بِيَدِك وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ رَفَعْت رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَى قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا: لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ؛ فَعَلِمْت أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إلَى اسْمِك إلاَّ أَحَبَّ الْخَلْقِ إلَيْكَ. قَالَ: صَدَقْتَ يَا آدَمَ، وَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُك»، وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ العوفي، عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْهُ.

قَالَ الْحَاكِمُ: وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ ذَكَرْته لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، وقال الْحَاكِمُ: هُوَ صَحِيحٌ.

وَرَوَاهُ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ الآجُرِيُّ فِي كِتَابِ «الشَّرِيعَةِ» مَوْقُوفًا عَلَى عُمَرَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ مَوْقُوفًا.

وَرَوَاهُ الآجُرِيُّ - أَيْضًا - مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ وَقَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ التَّاجِرُ،


الشرح