وَيَنْبَغِي لِلْخَلْقِ
أَنْ يَدْعُوا بِالأَْدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ
وَالسُّنَّةُ، فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ رَيْبَ فِي فَضْلِهِ وَحُسْنِهِ، وَأَنَّهُ
الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ؛ صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقًا.
وَقَدْ تَقَدَّمَ
أَنَّ مَا يَذْكُرُهُ بَعْضُ الْعَامَّةِ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا
كَانَتْ لَكُمْ حَاجَةٌ فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِجَاهِي»، حَدِيثٌ بَاطِلٌ لَمْ
يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَلاَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ
الْحَدِيثِ.
****
الشرح
قوله: «وَيَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَدْعُوا
بِالأَْدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ،
فَإِنَّ ذَلِكَ لاَ رَيْبَ فِي فَضْلِهِ وَحُسْنِهِ...». الناس بحاجة إلى
الدعاء، ولا يستغنون عن دعاء الله سبحانه وتعالى؛ لفقرهم وحاجتهم وما يقعون فيه من
الشدائد، فهم بحاجة إلى الدعاء، وهذا أمر فطري وشرعي، فإن الله أمر بدعائه، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، ﴿فَٱدۡعُواْ
ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14]. ﴿وَإِذَا
سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ﴾ [البقرة: 186].
والدعاء أعظم أنواع العبادة؛ كما في الحديث: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ» ([1])، وسماه الله جل وعلا دينًا في قوله: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [غافر: 14]. أي: الدعاء، فسماه الله دينًا لعظمته وحاجة الناس إليه.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد