وقال تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ
شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21].
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ
قَالَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وَفِي لَفْظٍ
فِي الصَّحِيحِ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
وَفِي الصَّحِيحِ
وَغَيْرِهِ أَيْضًا يَقُولُ اللَّهُ تعالى: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ
الشِّرْكِ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ؛
وَهُوَ كُلُّهُ لِلَّذِي أَشْرَكَ» ([3]).
وَلِهَذَا قَالَ
الْفُقَهَاءُ: الْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ كَمَا فِي
الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَبَّلَ الْحَجَرَ
الأَْسْوَدَ وَقَالَ: وَاللَّهِ إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّك حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ
تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يُقَبِّلُك لَمَّا قَبَّلْتُكَ ([4]).
****
الشرح
قوله تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ
شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾، هذا في رد البدع،
فالبدع لم يأذن بها الله، فمن جاء بها فقد شرع في الدين ما ليس منه.
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»، وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحِ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ». وفي روايةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، الروايتان تبطلان البدعة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد