وَلِهَذَا نَهَى
الْعُلَمَاءُ عَنِ التَّعَازِيمِ وَالأْقْسَامِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا بَعْضُ
النَّاسِ فِي حَقِّ الْمَصْرُوعِ وَغَيْرِهِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ الشِّرْكَ؛ بَلْ
نَهَوْا عَنْ كُلِّ مَا لاَ يُعْرَفُ مَعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ؛ خَشْيَةَ أَنْ
يَكُونَ فِيهِ شِرْكٌ، بِخِلاَفِ مَا كَانَ مِنَ الرُّقَى الْمَشْرُوعَةِ
فَإِنَّهُ جَائِزٌ.
فَإِذًا لاَ
يَجُوزُ أَنْ يُقْسِمَ لاَ قَسَمًا مُطْلَقًا وَلاَ قَسَمًا عَلَى غَيْرِهِ إلاَّ
بِاللَّهِ عز وجل، وَلاَ يَسْتَعِيذُ إلاَّ بِاللَّهِ عز وجل. وَالسَّائِلُ
لِلَّهِ بِغَيْرِ اللَّهِ إمَّا أَنْ يَكُونَ مُقْسِمًا عَلَيْهِ، وَإِمَّا أَنْ
يَكُونَ طَالِبًا بِذَلِكَ السَّبَبِ: كَمَا تَوَسَّلَ الثَّلاَثَةُ فِي الْغَارِ
بِأَعْمَالِهِمْ، وَكَمَا يَتَوَسَّلُ بِدُعَاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم
وَالصَّالِحِينَ، فَإِنْ كَانَ إقْسَامًا عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِهِ فَهَذَا لاَ
يَجُوزُ. وَإِنْ كَانَ سُؤَالاً بِسَبَبٍ يَقْتَضِي الْمَطْلُوبَ كَالسُّؤَالِ
بِالأَْعْمَالِ الَّتِي فِيهَا طَاعَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِثْلِ السُّؤَالِ
بِالإِْيمَانِ بِالرَّسُولِ وَمَحَبَّتِهِ وَمُوَالاَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذَا
جَائِزٌ.
****
الشرح
قوله: «وَلِهَذَا نَهَى الْعُلَمَاءُ عَنِ
التَّعَازِيمِ». التعازيم: جمع عزيمة، وهي الرقية، ولا يزال هذا الاسم، ونقول:
اعزم على فلان، وهذه عزيمة، أي: قراءة.
قوله: «وَالأْقْسَامِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا
بَعْضُ النَّاسِ فِي حَقِّ الْمَصْرُوعِ وَغَيْرِهِ». الأقسام: جمع قسم، أي:
الحلف. والمصروع: الذي أصابه الصرع، وهو المس من الجن، كانوا يستعملون له العزائم
والرقى.
قوله: «الَّتِي تَتَضَمَّنُ الشِّرْكَ؛ بَلْ
نَهَوْا عَنْ كُلِّ مَا لاَ يُعْرَفُ مَعْنَاهُ مِنْ ذَلِكَ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ
فِيهِ شِرْكٌ»، الرقية الممنوعة:
أولاً: ما كان فيها شرك.
ثانيًا: التي لا يعرف معناها، بأن تكون تمتمات، أو كتابات لا يفهم
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد