×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 وَدِينُ الإِْسْلاَمِ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ: عَلَى أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ، وَعَلَى أَنْ يُعْبَدَ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَانِ هُمَا حَقِيقَةُ قَوْلِنَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَالإِْلَهُ هُوَ الَّذِي تَأْلَهُهُ الْقُلُوبُ عِبَادَةً وَاسْتِعَانَةً وَمَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا وَخَوْفًا وَرَجَاءً وَإِجْلاَلاً وَإِكْرَامًا. وَاللَّهُ عز وجل لَهُ حَقٌّ لاَ يَشْرَكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ؛ فَلاَ يُعْبَدُ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يُدْعَى إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يُخَافُ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ يُطَاعُ إلاَّ اللَّهُ.

وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللَّهِ تعالى أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ، وَتَحْلِيلَهُ وَتَحْرِيمَهُ، فَالْحَلاَلُ مَا حَلَّلَهُ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ، وَالدِّينُ مَا شَرَعَهُ.

وَالرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وَاسِطَةٌ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ فِي تَبْلِيغِ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ، وَتَحْلِيلِهِ وَتَحْرِيمِهِ، وَسَائِرِ مَا بَلَّغَهُ مِنْ كَلاَمِهِ.

****

الشرح

دين الإسلام مبني على أصلين يقوم عليهما:

الأول: ألا يعبد إلا الله، ولا يشرك به شيء، وهذا هو معنى: لا إله إلا الله.

والثاني: ألا يعبد الله إلا بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فتجتنب البدع والمحدثات التي لم يشرعها الله ورسوله، وهذا هو معنى محمد رسول الله، فإذا كان رسول الله فلا بد أن يطاع ويتبع، هذا مقصود الرسالة، ولا يحدث شيء لم يأت به، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).