الكذب المتعمد قليل في
السلف؛ لورعهم عن الكذب، وبُعدهم عنه، ولكنه كثير في المتأخرين.
قوله: «أَمَّا الصَّحَابَةُ فَلَمْ يُعْرَفْ
فِيهِمْ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ - مَنْ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ عَلَى النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم » حاشاهم وكَلاَّ، صحابة رسول الله كلُّهم عُدول رضي الله عنهم،
ليس فيهم الكذب.
قوله: «كَمَا لَمْ يُعْرَفْ فِيهِمْ مَنْ كَانَ
مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمَعْرُوفَةِ»، كما أنهم ليس فيهم مبتدع، كلهم يتبعون
سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من فضائلهم أنهم كانوا يتبعون سُنة الرسول
صلى الله عليه وسلم، ويتجنبون البدع، فليس فيهم كذَّاب ولا مبتدع، والحمد لله.
قوله: «كَبِدَعِ الْخَوَارِجِ، وَالرَّافِضَةِ،
وَالْقَدَرِيَّةِ وَالْمُرْجِئَةِ»، وإن كانت هذه المذاهب ظهرتْ في وقتهم؛
لكنهم كانوا يَحذرون منها ويُحذِّرون منها وينكرونها.
قوله: «فَلَمْ يُعْرَفْ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ
هَؤُلاَءِ الْفِرَقِ»، ليس في الخوارج أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، بل إنهم قاتلوهم وكذَّبوهم، ولا في الصحابة رضي الله عنهم أحد من الجهمية
والقدرية؛ بل أنكر عليهم الصحابة رضي الله عنهم ([1]).
قوله: «وَلاَ كَانَ فِيهِمْ مَنْ قَالَ: إنَّهُ أَتَاهُ الْخَضِرُ»، وليس فيهم مَن كذبَ على الناس بهذه الخرافة وقال: «إنَّهُ أتَاُهُ الخضِرُ»؛ وهو العبد الذي ذهب إلىه موسى ليتعلَّم منه، فهناك خرافيون يقولون: إنه يأتيهم، وإنه لم يمت، فالشيخ رحمه الله يقول: إنَّ الخضر ماتَ، والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ ٣٤كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٣٥﴾ [الأنبياء: 34، 35]
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد