قوله: «وَأَمَّا الْوَعِيدِيَّةُ»
الذين يقولون بإنفاذ الوعيد «مِنَ
الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَةِ، فَزَعَمُوا أَنَّ الشَّفَاعَةَ إنَّمَا هِيَ
لِلْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً فِي رَفْعِ بَعْضِ الدَّرَجَاتِ» أي: أن الرسول صلى
الله عليه وسلم يشفع في درجات المؤمنين في الجنة، أما من يدخل النار فلا يشفع
الرسول صلى الله عليه وسلم في إخراج المؤمنين منها، هؤلاء أصحاب الوعيد.
قوله: «وَبَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الشَّفَاعَةَ
مُطْلَقًا». هذا الجانب الآخر، حتى الشفاعة في أهل الجنة ينكرونها ويقولون: لا
يشفع في أهل الجنة ولا في أهل النار.
قوله: «أَجْمَعَوا عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ
كَانُوا يَسْتَشْفِعُونَ بِهِ وَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِه».
أجمع المسلمون على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستشفعون بالنبي صلى الله عليه
وسلم في حياته وبحضرته، لا يستشفعون به بعد موته، ولا يستشفعون به في حياته وهو
غائب، إنما يستشفعون في حضرته صلى الله عليه وسلم، كما سبق أنهم إذا أجدبوا طلبوا
من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم، هذا استشفاع بدعائه صلى الله عليه
وسلم.
قوله: «يَسْتَشْفِعُونَ بِهِ وَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ» أي: بدعائه «فِي حَيَاتِهِ بِحَضْرَتِه» صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد