فَإِنْ قِيلَ: الرَّبُّ
سبحانه وتعالى يُقْسِمُ بِمَا شَاءَ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ
نُقْسِمَ عَلَيْهِ إلاَّ بِهِ. فَهَلاَّ قِيلَ: يَجُوزُ أَنْ يُقْسَمَ عَلَيْهِ
بِمَخْلُوقَاتِهِ وَأَلا يُقْسَمَ عَلَى مَخْلُوقٍ إلاَّ بِالْخَالِقِ تعالى؟
قِيلَ: لأَِنَّ إقْسَامَهُ بِمَخْلُوقَاتِهِ مِنْ بَابِ مَدْحِهِ وَالثَّنَاءِ
عَلَيْهِ وَذِكْرِ آيَاتِهِ، وَإِقْسَامُنَا نَحْنُ بِذَلِكَ شِرْكٌ إذَا
أَقْسَمْنَا بِهِ لِحَضِّ غَيْرِنَا، أَوْ لِمَنْعِهِ، أَوْ تَصْدِيقِ خَبَرٍ أَوْ
تَكْذِيبِهِ.
****
الشرح
هذا سؤال مبني على
قاعدة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بمخلوقات من مخلوقاته، وهذا لا شك وراد في
القرآن الإقسام بالليل، والنهار، والشمس، والقمر، والضحى، والتين والزيتون، وغير
ذلك، ألا يدل هذا على أن المخلوق يجوز له أيضًا أن يقسم بالمخلوقات على الله؟
الجواب: يذكره الشيخ.
قوله: «قِيلَ: لأَِنَّ إقْسَامَهُ بِمَخْلُوقَاتِهِ
مِنْ بَابِ مَدْحِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَذِكْرِ آيَاتِهِ، وَإِقْسَامُنَا
نَحْنُ بِذَلِكَ شِرْكٌ». فهناك فرق بين إقسام الخالق بالمخلوق، وإقسام
المخلوق بالمخلوق؛ أما إقسام الخالق ببعض المخلوقات فهذا لحكمة؛ لأنها دالة على
قدرته وعلمه وحكمته، فهو يقسم بها سبحانه وتعالى، وهو سبحانه لا يقسم بشيء إلا
لحكمة فيه، أما نحن:
فأولاً: نهينا عن
الحلف بغير الله، وقيل لنا: هذا شرك، أو كفر، قاله الرسول صلى الله عليه وسلم،
فنحن نمتنع عن ذلك.
ثانيًا: القسم بالمخلوق يقتضي أننا عظمنا هذا المخلوق، واعتقدنا فيه العظمة حتى أقسمنا به، وقد لا يكون له عظمة، ولا يكون ما ظنناه وتخيلناه من عظمة هذا المخلوق.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد