قوله: «وَالْمَقْصُودُ أَنَّ هَذِهِ
الأَْحَادِيثَ الَّتِي تُرْوَى فِي ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ أَمْثَالِهَا مِنَ
الأَْحَادِيثِ الْغَرِيبَةِ الْمُنْكَرَةِ، بَلِ الْمَوْضُوعَةِ الَّتِي
يَرْوِيهَا مَنْ يَجْمَعُ فِي الْفَضَائِلِ وَالْمَنَاقِبِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ».
المصنفات في الحديث منها الصحاح، ومنها السُّنن والمسانيد، وهذه في الجملة والكثرة
الكاثرة لا يقع فيها أحاديث موضوعة، قد يقع في بعضها من غير قصدٍ وتعمدٍ، أمَّا
الكتب التي تؤلف في الوعظ والقصص، وتؤلف في الفضائل فيقع فيها كثير من الأحاديث
غير الثابتة كالأحاديث الموضوعة؛ لأن قصد أصحابها حث الناس وترغيبهم، ولا يعتنون
بالأسانيد، أو ليس عندهم خبرة - أيضًا - بالأسانيد، فهم يجمعون ما يؤثِّر في
الناس، ولهذا كان العلماء ينهون عن القصاص ويحذرون منهم؛ لأنهم يقصدون التأثير على
الناس، ولا ينظرون في ثبوت الحديث الذي يقولونه للناس، المهم أن يكون مؤثرًا. ففرق
بين كتب السُّنة ودواوينها، وكتب الوعظ وفضائل الأشخاص أو فضائل البلدان، حتى
فضائل السور أدخل بعضُهم فيها أشياء ليست ثابتة.
قوله: «مَنْ يَجْمَعُ فِي الْفَضَائِلِ
وَالْمَنَاقِبِ الْغَثَّ وَالسَّمِينَ». يجمع فيها ما فيه ثناء وترغيب أو
ترهيب دون نظرٍ إلى سنده، فيذكر إلى سنده شيئًا صحيحًا، وشيئًا ليس بصحيحٍ، غث
وسمين؛ والسمين: هو الصحيح، والغث: هو غير الصحيح، فلا يميز هذه الأمور إلا البصير
العالم المتخصص في علم الحديث؛ أمَّا المسكين الذي لا يدري، فيقرأ في هذه الكتب
ويحسبها مثل: صحيح البخاري أو صحيح مسلم.
في هذه الأيام ومع
انتشار استخدام الهاتف الجوَّال بين الناس، انتشر بينهم ذِكر أحاديث لا خطام لها
ولا زمام، ولا أصل، فقط بحجة
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد