قوله: «وَفِي
الْبُخَارِيِّ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرْت قَوْلَ
الشَّاعِرِ». هذا بيت لامية أبي طالب التي قالها في حصار الشعب لما حاصروهم،
فتخلى عنه أقاربه وجماعته، وأسلموه للحصار، فقال هذه اللامية العظيمة التي منها
هذا البيت يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَالتَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم الَّذِي ذَكَرَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ جَاءَ مُفَسَّرًا فِي سَائِرِ
أَحَادِيثِ الاِسْتِسْقَاءِ»، فليس معناه التوسل بذاته، وإنما التوسل بدعائه
لا بذاته ولا بجاهه.
قوله: «وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي
سُفْيَانَ رضي الله عنه »، كذلك الصحابي الجليل الآخر معاوية بن أبي سفيان
أمير المؤمنين فعل مثل ما فعل عمر، واستسقى بدعاء الأسود بن يزيد الجرشي، فقال: «اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَشْفِعُ
وَنَتَوَسَّلُ بِخِيَارِنَا. يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْك»، الأسود بن يزيد
تابعي من التابعين، ومن العباد الصالحين «فَرَفَعَ
يَدَيْهِ وَدَعَا النَّاسَ حَتَّى سُقُوا».
قوله: «وَلِهَذَا قَالَ الْعُلَمَاءُ: يُسْتَحبُّ
أَنْ يُسْتَسْقَى بِأَهْلِ الدِّينِ وَالصَّلاَحِ»، بمعنى أن يطلب منهم
الدعاء؛ لأنهم أقرب إلى الإجابة.
قوله: «وَإِذَا كَانُوا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ أَحْسَنُ». إذا اجتمع الصلاح والدين مع
القرابة للرسول صلى الله عليه وسلم، فهو أحسن، كما في العباس رضي الله عنه.
قوله: «وَهَذَا الاِسْتِشْفَاعُ وَالتَّوَسُّلُ
حَقِيقَتُهُ التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ»، لا بذاته أو بجاهه، كما يقوله
المبتدعة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد