وَالَّذِينَ يَتَوَسَّلُونَ
بِذَاتِهِ لِقَبُولِ الدُّعَاءِ، وعَدَلُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ وَشُرِعَ لَهُمْ
- وَهُوَ مِنْ أَنْفَعِ الأُْمُورِ لَهُمْ - إلَى مَا لَيْسَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ
الصَّلاَةَ عَلَيْهِ مَنْ أَعْظَمِ الْوَسَائِلِ الَّتِي بِهَا يُسْتَجَابُ
الدُّعَاءُ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِهَا. وَالصَّلاَةُ عَلَيْهِ فِي الدُّعَاءِ
هُوَ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالإِْجْمَاعُ؛ قَالَ
اللَّهُ تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
****
الشرح
قوله: «وَالَّذِينَ يَتَوَسَّلُونَ بِذَاتِهِ
لِقَبُولِ الدُّعَاءِ، وعَدَلُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ وَشُرِعَ لَهُمْ»،
الذين يتوسلون بذات النبي صلى الله عليه وسلم، ويتركون التوسل باتباعه وطاعته
والاقتداء به، هؤلاء ضلوا في رأيهم؛ لأنهم عدلوا عن الحق إلى الباطل، فالتوسل
بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بدعائه، لا بذاته ولا بجاهه ولا بحقه.
قوله: «وعَدَلُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ وَشُرِعَ لَهُمْ - وَهُوَ مِنْ أَنْفَعِ الأُْمُورِ لَهُمْ - إلَى مَا لَيْسَ كَذَلِكَ». سبق أن من أسباب قبول الدعاء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فبدلاً من أن تتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت الآن، وليس بإمكانك أن تطلب منه الدعاء كما كان حيًّا، بقيتْ لك الصلاةُ عليه، والصلاة عليه مشروعة في كل وقت وحين، ودائمًا وأبدًا، وهي من أسباب قبول الدعاء، فتوسل إلى الله بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، أما أن تعدل عن هذا، وتذهب إلى الجاه والحق والذات، فهذا من الباطل، ولا بد من التمييز بين هذا وهذا، وترك الجري على العادات والتقليد دون بصيرة.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد