وَكَذَلِكَ عَلِمَ
الصَّحَابَةُ أَنَّ التَّوَسُّلَ بِهِ إنَّمَا هُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ
بِهِ وَطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَمُوَالاَتِهِ، أَوْ التَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ
وَشَفَاعَتِهِ.
****
الشرح
التوسل بالرسول صلى
الله عليه وسلم فيه تفصيل - كما سبق - إن كان القصد التوسل بدعائه، فيجوز في حياته
صلى الله عليه وسلم أن يطلب منه أن يدعو؛ أمَّا بعد موته فلم يكن الصحابة رضي الله
عنهم يأتون عند قبره ويطلبون منه الدعاء أو أن يستسقي لهم، وإنما كانوا يذهبون إلى
الموجود من الصالحين، فيطلبون منهم الدعاء، كما طلبوا من العباس رضي الله عنه، ومن
يزيد بن الأسود الجرشي، فيذهبون إلى المفضول ويتركون الفاضل؛ لأنه لا يجوز الذهاب
إلى الفاضل إذا كان ميتًا، وإنما يذهب إلى الحي وإن كان مفضولاً.
فهذا فقه الصحابة رضي الله عنهم، وهم أعلم الناس بما يجوز وما لا يجوز؛ لأنهم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم، أخذوا العلم وتلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم أعلم الأمة بما يجوز وما لا يجوز، ومع ذلك لم يكونوا يذهبون إلى القبور ويطلبون من الأموات الدعاء والشفاعة، إنما كانوا إذا احتاجوا إلى الدعاء يطلبون من الأحياء الصالحين، فيقولون: يا فلان، ادع اللهَ لنا بالمطر، وادع اللهَ لنا بالشفاء، ادع الله بكذا وكذا. وهذا لا بأس به، وإن كان الأفضل تركه - كما سيأتي - لكنه جائز، فالأفضل للإنسان أن يدعو هو بنفسه، ولا يطلب الدعاء من أحدٍ، ولا يحتاج إلى الناس.
الصفحة 1 / 562
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد